ويتحد به عند الرازي. والكلّ بخلافه. فحمل الجامد(4) والموصوف(5) موطأة وغيرهما إما اشتقاق(6) أو اشتمال(7).
ثم المحال فرضيّ لايتصور بذاته، بل بنوع تمثيل(8). وليس بوجود(9) ذهنيّ.
[ثم الكليّ إن ثبت لأفراده في الخارج ولو على تقدير وجودها فيه، فهو معقول أوّل. سواء ثبت لها في الخارج فقط، كالحارّ للنار ](10)
إن قيل: يتصوّر مع النار وصف الحرارة، فتكون ثابتاً لها في الذهن ايضاً؟
أجيب: بان الحرارة انما تكون تابعاً وناعتاً اذا كانت عرضاً. والتي في الذهن صورتها، وهي جوهرية اسميّة، تجاور النار(1). والزوجية هويتها الاصلية بعينها تعرض للاربعة(2) وصورتها(3) هوية الضياء للشمس(4) ومثالها.(5)
أو ثبت في [كلّ من الخارج والذهنى، كذاتيات الاعيان المحققة](6) والمقدّرة ولوازمها.
اعلم! ان كون ماهيات الاعيان المحققة من المعقول الاوّل، بناءً على قول من يقول انها بعينها في الذهن. وان الوجود الذهنيّ ثابت(7) وان ما في الذهن(8) مثال لاشبح. وان تصرف الذهن في الوجود (9)، لافي الماهية، فذاتياتها ولوازمها بعينها في الذهن. [وان ثبت لها في الذهن فقط، فهو معقول ثان](10)
تفريق الاقسام المعقول الثاني.
-------------------
(3) على جزئياته.
(4) كسائر الحدود على المحدودات.
(5) على صفاتها، نحو القائم زيد.
(6) اي هو (ذو) كسائر مصادر.
(7) كمجمل المشتقات.
(8) اي لايكون معلوماً الا بنوع محاكاة.
(9) اي بموجود..
(10) كلنبوي. ص/40 س/24.
(1) الذهنيّ. اي هو مأخوذ من النار الخارجيّ، مستقلاً لاعارض للنار الذهنيّ.
(2) وفي الخارج.
(3) في الذهنيّ.
(4) في الخارج.
(5) في المرآة.
(6) كلنبوي ص/5 س/ 27
(7) اي اختلف فيه. فقيل أن الكليّ المنطقي موجود فيه لانه موجود في الذهن، والذهن موجود في الخارج. فينتج أنه موجود في الخارج. كما أنّ الدرّة في الحقة الخ.. وليس كذلك، لعدم تكرر الاوسط في قياسه. لان لكل شئ ملكاً وملكوتاً، وللذهن ايضاً كذلك. فالشئ في ملكه علم، وفي ملكوتيته معلوم. فيتكرر الاوسط في الاول دون الثاني. مثلا تصور ذرّة زجاجة رقيقة، فالسماء بمسافتها الطويلة مرتسمة في ملكوته، وللذرة بملكه داخلة في حبة خردل. فتأمل!..
فان اعتبرت الكليّ المنطقي من قبيل الاوّل، فموجود في الخارج.. والا فليس بموجود فيه. وهو الاصحّ. ثم ذهب المشائيون والمتأخرون - كما يأتي - الى وجود الطبيعي. وتفصيله: إن الافكار في انواع الاشياء ثلاثة. احدها لاهل السنة: وهو أن لكلّ نوع ملكاً مسلّطاً عليه بأمر الله يتصرف فيه، ليس له طبيعة مؤثرة.. والثاني للاشراقيين: وهو ان لكلّ نوع ربّ يتصرف في مشخصات ذلك النوع، وتستمد الافراد منه. وهو موافق لذلك النوع بل متّحد معه. لو تلبّس لبسَ مسلّطه لكان عينه. والثالث للمشائيين: وهو ان لكلّ نوع ماهية مجرّدة موجودة في الخارج، منشأ ومرجع للمشخّصات، وهي طبيعة مؤثرة فيها. واما المتأخرون فقاموا وذهبوا الى وجود الطبيعي في الخارج. ولكن لابما قالوا، بل اثبتوا بدليل نظري. وهو أنه جزؤ الموجود، وجزؤ الموجود موجود. والجواب مذكور.(تقرير)
(8) اي ليس رابطة بين العالم والمعلوم.
(9) والتشخّص
(10) كلنبوي ص/6 س/1.