تعليقات | مقدمة | 19
(1-93)

الاغلب او نسبيّ. فما في الخارج ليست أفرادها، بل للوجود في الخارج او في الذهن معروض او موصوف ماتسنبل عليها معانيها. فالمعقولات(11) الثانية ليست عبارة عن المصطلحات المنطقية، فانها ليست بشئ في الحقيقة. بل في كلّ منها نكتة او نقطة خفية تشكّلت عليها حقيقتها الاعتبارية للتفهيم. وذلك، معنى وعرض للامور الذهنية، كالمعاني الحاصلة للخارجيات بواسطة اوضاعها وكيفياتها. مثلا تخيّل على الجدار نقطة بيضاء، وعلى محيط دائرتها نقطاً بيضاء وحمراء!.. فانظر اليها كيف ترى، فانك ترى نقطة عرضت له المركزية بسبب الدّائرة. فهي صفة من مقول الوضع، وتتصوّر بسبب موافقة بياضها لبياضها المشاكلة، وهي صفة من مقول الوضع والكيف. فان كانت حمراء فلها صورة اخرى وصفة اخرى. ونقطة واحدة على جدار آخر، لها هذه المعاني والاعراض. فماهية الانسان في الخارج كالنقطة الواحدة وفي الذهن تعرّض لها نوع المركزية او شبهها، وشبه المشاكلة. فهذه معان تعرض في الذهن، تسنبل في خيال المنطقيين فصيّروها حقائق، فوضعوا لها مع ما التّف بها مصطلحات، صيّروها موضوعات المسائل، يُشار بها الى تلك المعاني. والمصطلحات كالمعاني الحرفيّة للمعقولات الاولى. وقد تصير كالاسم، فتصير طبايع فتعرض لنفسها كدود الحرير يخرج من ذاته مايحيط به. وليس كعنوان الموضوع، فان له دخلاً لايذهب الحكم الى الموضوع برأسه. بل يسلّم عليه، ثم يأذن له(1) أما المعقولات الثانية فيحرّك المحمول من جانب، حتى يقع على رأس الموضوع(2) فهو ككل في (كل انسان لا مفهوم انسان)(3)

----------------------
(11) اي فاذا كانت اعتبارية فكيف تكون مداراً للحقائق والاحوال. فالمعقولات.. الخ.(تقرير)
(1) في الوقوع على أفراده.
(2) اي افراده.
(3) يعني أن جنس الانسان ليس الجسم، والفصل ليس الروح. بل الثانيان مأخذ للاولين. يعني أن الجنس والفصل قد نشئا منهما. ثم نوضّعا دفعة على الجسم. والاّ لزم أن يكون مركباً. والحال انه من اقسام المواد. يعني أن مأخذ دلالته على الزمان هو الهيئة. وكذا الآخر، وهو أن يكون مأخذ دلالته على الحدث هو المادة. يعني ان الدلالة نشأت اولاً من هذين عليها، ثم توضع دفعة على مجموعة. اي المادّة والهيئة معاً.. والاّ لزم ان يكون الحجر والشجر دالاّن على الزمان. والمشهور في الجواب: ان المراد، الجزء المرتب في السمع. والهيئة من ضرب ليس مرتباً في المستمع بدفع المادّة.(تقرير)

لايوجد صوت