ان الصدق والكذب بعيدان احدهما عن الآخر بُعد الكفر عن الايمان. فان عروج محمدy في خير القرون الى اعلى عليين بوساطة الصدق وما فتحه من كنوز حقائق الايمان واسرار الكون.. جعل الصدق أروَجَ بضاعة واثمن متاع في سوق الحياة الاجتماعية. بينما تردّى مسيلمة الكذاب وامثاله الى اسفل سافلين بالكذب؛ اذ لما حدث ذلك الانقلاب العظيم في المجتمع تبين ان الكذبَ هو مفتاح الكفر والخرافات، وأفسدُ بضاعة واقذرها. فالبضاعة التي تثير التقزز والاشمئزاز لدى جميع الناس الى هذا الحد لا يمكن ان تمتد اليها يدُ أولئك الذين كانوا في الصف الاول من ذلك الانقلاب العظيم، اولئك الصحابة الكرام الذين فُطروا على تناول اجود المتاع واثمنه وافخره، وحاشاهم ان يلوثوا ايديهم المباركة بالكذب ويمدوها عمداً الى الكذب ويتشبّهوا بمسيلمة الكذاب. بل كانوا بميولهم الفطرية السليمة وبكل ما اوتوا من قوة في طليعة المبتاعين للصدق الذي هو أروج مال واقوم متاع بل هو مفتاح جميع الحقائق ومرقاة عروج محمدy الى اعلى عليين. ولأن الصحابة الكرام قد لازموا الصدق ولم يحيدوا عنه ما امكنهم ذلك فقد تقرر لدى علماء الحديث والفقه "ان الصحابة عدول،