الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 19
(1-47)

اذا قام احد افراد تلك العشيرة بحسنةٍ واحدة افتخر بها سائر أفراد العشيرة وكأن كل فرد منها هو الذي كسب تلك الحسنة.
فلأجل هذه الحقيقة فان في زماننا هذا ولاسيما بعد اربعين او خمسين سنة ليس المسئ هو وحده المسؤول عن سيئته، بل تتضرر الامة الاسلامية بملايينها بتلك السيئة. وستظهر امثلة هذه الحقيقة بكثرة بعد اربعين او خمسين سنة.
يا اخواني المستمعين الى اقوالي في هذا الجامع الاموي. ويا ايها الاخوان المسلمون في جامع العالم الاسلامي بعد اربعين او خمسين عاماً!
لايعتذرنّ احدكم بالقول: "اننا لانضرّ احداً ولكننا لانستطيع ان ننفع احداً أيضاً. فنحن معذورون اذن". فعذركم هذا مرفوض، اذ ان تكاسلكم وعدم مبالاتكم وتقاعسكم عن العمل لتحقيق الاتحاد الاسلامي والوحدة الحقيقية للأمة الاسلامية، انما هو ضرر بالغ وظلم فاضح.
وهكذا فكما ان سيئة واحدة تتضاعف الى الالوف فان حسنة واحدة في زماننا هذا - واعني بالحسنة هنا ما يتعلق بقدسية الاسلام - لاتقتصر فائدتها على فاعلها وحده بل يمكن ان تتعداه ليعم نفعها - معنوياً - ملايين المسلمين ويشدّ من حياتهم المادية والمعنوية.
وعليه فان هذا الزمان ليس زمان الانطراح على فراش الكسل والخلود الى الراحة وعدم المبالاة بالمسلمين بترديد:"انا مالي".
يا اخوتي في هذا الجامع ويا اخواني في مسجد العالم الاسلامي الكبير بعد اربعين او خمسين عاماً!
لا يذهب بكم الظن انني صعدت هذا المنبر لارشدكم وانصحكم. بل ما صعدته إلاّ لأذكر حقنا عليكم واطالبكم به، اذ إن مصالح الطوائف الصغيرة وسعادتها الدنيوية والاخروية ترتبط بامثالكم من الطوائف الكبيرة العظيمة، والحكام والأساتذة من العرب والترك. فان تكاسلكم وتخاذلكم يضران باخوانكم من الطوائف الصغيرة من امثالنا ايما ضرر. وانني اوجه كلامي هذا بوجه خاص اليكم يامعشر العرب العظماء الأماجد، ويا من أخذتم من التيقظ حظاً او ستتيقظون تيقظاً تاماً في المستقبل؛ لانكم اساتذتنا واساتذة جميع الطوائف الاسلامية وائمتها، فانتم مجاهدو الاسلام الأوائل، ثم جاءت الامة التركية العظيمة لتمدّ وظيفتكم المقدسة تلك ايّما امداد. لذا فان ذنبكم عظيم

لايوجد صوت