ان مفتاح قارة آسيا وكشاف مستقبلها انما هو الشورى، أي: كما ان الافراد يتشاورون فيما بينهم، كذلك ينبغي ان تسلك الطوائف والاقاليم المسلك نفسه فتتشاور فيما بينها. ان فك انواع القيود التي كبّلت ثلاثمائة بل اربعمائة مليون مسلم، ورفع انواع الاستبداد عنهم انما يكون بالشورى والحرية الشرعية النابعة من الشهامة الاسلامية والشفقة الايمانية، تلك الحرية الشرعية التي تتزين بالاداب الشرعية وتنبذ سيئات المدنية الغربية.
ان الحرية الشرعية النابعة من الايمان انما تأمر باساسين:
1-[ان لا يُذَلَّل"المسلمُ" ولايَتَذلَّل.. من كان عبداً لله لا يكون عبداً للعباد].
2-[ان لايجعل بعضكُم بعضاً ارباباً من دون الله]. اذ من لا يعرف الله حق معرفته يتوهم نوعاً من الربوبية لكل شئ، في كل حسب نسبته فيسلّطه على نفسه.
[نعم ان الحرية الشرعية عطية الرحمن] وتجلٍ من تجليات الخالق الرحمن الرحيم، وهي خاصّة من خصائص الايمان.
فليحيا الصدقُ، ولا عاش اليأسُ، فلتدم المحبة ولتقْوَ الشورى، والملام على من اتبع الهوى والسلام على من اتبع الهدى..آمين.
واذا قيل:
لِمَ تهتم بالشورى الى هذا الحد، وكيف يمكن أن تتقدم البشرية عامة وآسيا والاسلام بوجه خاص بتلك الشورى؟
الجواب:
فكما اوضحت لمعة "الاخلاص" وهي اللمعة الحادية والعشرون: ان الشورى الحق تولّد الاخلاص والتساند، اذ إن ثلاث ألفات هكذا (111) تصبح مائة واحدى عشرة، فانه بالاخلاص والتساند الحقيقي يستطيع ثلاثة اشخاص ان يفيدوا امتهم فائدة مائة شخص. ويخبرنا التاريخ بحوادث كثيرة أن عشرة رجال يمكنهم أن يقوموا بما يقوم به ألف شخص بالاخلاص والتساند الحقيقي والشورى فيما بينهم.