ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع التاسع | 257
(254-269)

بالجنة نفسه : (ان اخي الصغير او صديقي الحبيب الذي توفي، أصبح الآن طيراً من طيور الجنة، فهو اذن يسرح من الجنة حيث يشاء، ويعيش أفضل وأهنأ منا). وإلاّ فلولا هذا الايمان بالجنة لهدم الموت الذي يصيب أطفالاً امثاله - وكذلك الكبار - تلك القوة المعنوية لاولئك الذين لاحيلة لهم ولاقوة، ولحطّم نفسياتهم، ولدمّر حياتهم ونغّصها، فتبكي عندئذٍ جميع جوارحهم ولطائفهم من روح وقلب وعقل مع بكاء عيونهم. فاما أن تموت احاسيسهم وتغلظ مشاعرهم او يصبحوا كالحيوانات الضالة التعسة.
الدليل الثاني:
اِن الشيوخ الذين هم نصف البشرية، انما يتحملون ويصبرون وهم على شفير القبر بـ(الايمان بالآخرة). ولايجدون الصبر والسلوان من قرب انطفاء شعلة حياتهم العزيزة عليهم، ولا من انغلاق باب دنياهم الحلوة الجميلة في وجوههم إلاّ في ذلك الايمان. فهؤلاء الشيوخ الذين عادوا كالاطفال واصبحوا مرهفي الحس في ارواحهم وطبائعهم، انما يقابلون ذلك اليأس القاتل الأليم الناشئ من الموت والزوال ويصبرون عليه بالامل في الحياة الآخرة. وإلاّ فلولا هذا الايمان بالآخرة لشعر هؤلاء الآباء والامهات - الذين هم اجدر بالشفقة والرأفة والذين هم في أشد الحاجة الى الاطمئنان والسكينة والحياة الهادئة - ضراماً روحياً واضطراباً نفسياً وقلقاً قلبياً، ولضاقت عليهم الدنيا بما رحبت، ولتحولت سجناً مظلماً رهيباً، ولانقلبت الحياة الى عذاب أليم قاسٍ.
الدليل الثالث:
ان الشباب والمراهقين الذين يمثلون محور الحياة الاجتماعية لايهدّئ فورة مشاعرهم، ولايمنعهم من تجاوز الحدود الى الظلم والتخريب، ولايمنع طيش انفسهم ونزواتها، ولايؤمّن السير الافضل في علاقاتهم الاجتماعية إلاّ الخوف من نار جهنم، فلولا هذا الخوف من عذاب جهنم لقلب هؤلاء المراهقون الطائشون الثملون بأهوائهم

لايوجد صوت