ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع التاسع | 260
(254-269)

ففي المقدمة القرآن الكريم - ذو البيان المعجز - يشهد بجميع معجزاته وحججه وحقائقه - التي تثبت أحقيّته - على حدوث الحشر ويثبته، حيث أن ثُلث القرآن تقريباً، وأوائل أغلب السور القصار، آيات جلية دالة على الحشر. أي أن القرآن الكريم ينبئ عن الحقيقة نفسِها بآلاف من آياته الكريمة صراحة او إشارةً ويثبتها بوضوح ، ويظهرها بجلاء . فمثلاً : -
﴿اذا الشمسُ كُوّرتْ﴾(التكوير: 1)
﴿يا أيها الناسُ اتقوا رَبّكم ان زَلزَلةَ السّاعَةِ شئ عظيم﴾(الحج: 1)
﴿اذا زلزلت الارضُ زلزالها﴾(الزلزلة: 1)
﴿اذا السّماءُ انفطَرت﴾(الانفطار: 1)
﴿اذا السّماءُ انشقتْ﴾(الانشقاق: 1)
﴿عمّ يتساءلون﴾ (النبأ: 1)
﴿هلّ أتاكَ حديثُ الغاشية﴾(الغاشية: 1)
فيثبت القرآن الكريم بهذه الآيات وأمثالها في مفتتح ما يقارب أربعين سورة ان الحشر لاريب فيه، وأنه حَدثٌ في غاية الاهمية في الكون، وان حدوثه ضروري جداً ولابد منه، ويبين بالآيات الاخرى دلائل مختلفة مقنعة على تلك الحقيقة.
فيا ترى ان كتاباً تثمر اشارةٌ واحدةٌ لآيةٍ من آياته تلك الحقائق العلمية والكونية المعروفة بالعلوم الاسلامية، فكيف بشهادة آلاف من آياته ودلائله التي تبين الايمان بالحشر كالشمس ساطعة ؟ ألا يكون الجحود بهذا الايمان كانكار الشمس بل كانكار الكون قاطبة ؟! ألا يكون ذلك باطلاً ومحالاً في مائة محال ؟!
تُرى هل يمكن ان يوصَم آلاف الوعد والوعيد لكلام سلطان عزيزٍ عظيم بالكذب أو انها بلا حقيقة، في حين يخوض الجيش غمار الحرب لئلا تُكذَّب اشارةٌ صادرة من سلطان.

لايوجد صوت