فكيف السلطان المعنوي العظيم الذي دام حكمه وهيمنته ثلاثة عشر قرناً دون انقطاع، فربّى ما لاتعد من الارواح والعقول والقلوب والنفوس، وزكّاها وأدارها على الحق والحقيقة، ألا تكفي اشارة واحدة منه لاثبات حقيقة الحشر ؟ علماً أن فيه آلاف الصراحة الواضحة المثبتة ! أليس الذي لا يدرك هذه الحقيقة الواضحة احمق جاهلاً ؟ ألا يكون من العدالة المحضة ان تكون النار مثواه ؟
ثم ان الصحف السماوية والكتب المقدسة جميعها التي حكمت كلٌ منها لفترة من العصور والازمنة، قد صدّقت بآلاف من الدلائل دعوى القرآن الكريم في حقيقة الحشر - مع ان بيانها لها مختصر وموجز، وذلك بمقتضى زمانها وعصرها - تلك الحقيقة القاطعة التي بيّنها القرآن الكريم الذي ساد حكمه على العصور جميعها، وهيمن على المستقبل كله، بيّنها بجلاء وافاض في ايضاحها.
* * *
يُدرج هنا نص ما جاء في آخر رسالة (المناجاة) - انسجاماً مع البحث - تلك الحجة القاطعة الملخِّصة للحشر، والناشئة من شهادة سائر الاركان الايمانية ودلائلها على الايمان باليوم الآخر، ولاسيما الايمان بالرسل والكتب، والتي تبدد الاوهام والشكوك، حيث جاءت باسلوب موجز ، وعلى صورة مناجاة.
(ياربي الرحيم.. لقد أدركت بتعليم الرسولy وفهمتُ من تدريس القرآن الحكيم: ان الكتب المقدسة جميعها، وفي مقدمتها القرآن الكريم، والانبياء عليهم السلام جميعهم، وفي مقدمتهم الرسول الاكرمy، يدلّون ويشهدون ويشيرون بالاجماع والاتفاق الى ان تجليات الاسماء الحسنى ذات الجلال والجمال، الظاهرة آثارها في هذه الدنيا، وفي العوالم كافة، ستدوم دواماً أسطعَ وأبهرَ في أبد الآباد.. وان تجلياتها ذات الرحمة وآلاءها المشاهدة نماذجها في هذا العالم الفاني، ستثمر بأبهى نور وأعظم تألق، وستبقى دوماً في دار السعادة.. وأن اولئك المشتاقين الذين يتملّونها - في هذه الحياة الدنيا