بكل ما أوتينا من قوة بأن الالآف من الرسل الكرام، وبما لايعدّ ولايحصى من الانبياء والاصفياء والاولياء الذين هم المنادون اليك هم شاهدون بحق اليقين وعين اليقين وعلم اليقين على خزائن رحمتك الاخروية وكنوز احساناتك في عالم البقاء، وتجليات اسمائك الحسنى التي تنكشف كلياً في دار السعادة . ونؤمن ان هذه الشهادة حق وحقيقة، وان اشاراتهم صدق وواقع، وان بشاراتهم صادقة وواقعة.. فهؤلاء جميعاً يؤمنون بأن هذه الحقيقة الكبرى - اي الحشر - شعاع عظيم من اسم (الحق) الذي هو مرجع جميع الحقائق وشمسها، فيرشدون عبادك باذن منك ضمن دائرة الحق، ويعلمونهم بعين الحقيقة.
فياربي ! بحق دروس هؤلاء، وبحرمة ارشاداتهم، آتنا ايماناً كاملاً وارزقنا حسن الخاتمة، لنا ولطلاب النور، واجعلنا أهلاً لشفاعتهم.. آمين).
* * *
وهكذا فكما ان الدلائل والحجج التي تثبت صدق القرآن الكريم بل جميع الكتب السماوية، وان المعجزات والبراهين التي تثبت نبوة حبيب الله بل الانبياء جميعهم، تثبت بدورها اهم ما يدعون اليه، وهو تحقق الآخرة وتدل عليها. كذلك فان اغلب الادلة والحجج الشاهدة على وجوب واجب الوجود ووحدته سبحانه، هي بدورها شاهدة على دار السعادة وعالم البقاء التي هي مدار الربوبية والالوهية واعظم مظهر لهما، وهي شاهدة على وجود تلك الدار وانفتاح ابوابها - كما سيُبين في المقامات الآتية - لأن وجوده سبحانه وتعالى، وصفاته الجليلة، واغلب اسمائه الحسنى، وشؤونه الحكيمة، واوصافه المقدسة - امثال الربوبية والالوهية والرحمة والعناية والحكمة والعدالة - تقتضي جميعها الآخرة وتلازمها، بل تستلزم وجود عالم البقاء بدرجة الوجوب وتطلب الحشر والنشور للثواب والعقاب بدرجة الضرورة ايضاً.