ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع التاسع | 262
(254-269)

القصيرة - بلهفةٍ وشوق سيرافقونها بالمحبة والوّد، ويصحبونها الى الابد، ويظلون معها خالدين.. وان جميع الانبياء وهم ذوو الارواح النيرة وفي مقدمتهم الرسول الاكرمy، وجميع الاولياء وهم اقطاب ذوي القلوب المنورة، وجميع الصديقين وهم منابع العقول النافذة النيّرة... كل اولئك يؤمنون ايماناً راسخاً عميقاً بالحشر ويشهدون عليه، ويبشرون البشرية بالسعادة الابدية، وينذرون اهل الضلالة بأن مصيرهم النار، ويبشرون اهل الهداية بأن عاقبتهم الجنة، مستندين الى مئات المعجزات الباهرة والآيات القاطعة، والى ما ذكرته - ياربي - مراراً وتكراراً في الصحف السماوية والكتب المقدسة كلها من آلاف الوعد والوعيد.. ومعتمدين على عزة جلالك وسلطان ربوبيتك، وشؤونك الجليلة، وصفاتك المقدسة التي تقتضي الحشر كالقدرة والرحمة والعناية والحكمة والجلال والجمال، وبناءً على مشاهداتهم وكشفياتهم غير المعدودة التي تنبئ عن آثار الآخرة ورشحاتها. وبناءً على ايمانهم واعتقادهم الجازم الذي هو بدرجة علم اليقين وعين اليقين.
فيا قدير وياحكيم ويارحمن ويارحيم وياصادق الوعد الكريم، وياذا العزة والعظمة والجلال وياقهار ياذا الجلال. انت مقدّسٌ ومنزّهٌ، وانت متعال عن ان تُوصِمَ بالكذب كل اوليائك وكل وعودك وصفاتك الجليلة وشؤونك المقدسة.. فتكذّبهم، او تحجب ما يقتضيه قطعاً سلطان ربوبيتك بعدم استجابتك لتلك الادعية الصادرة من عبادك الصالحين الذين احببتهم وأحبّوكَ، وحببوا انفسهم اليك بالايمان والتصديق والطاعة، فأنت منزّه ومتعال مطلق من أن تصدّق أهل الضلالة والكفر في انكارهم الحشر، اولئك الذين بتجاوزون على عظمتك وكبريائك بكفرهم وعصيانهم وتكذيبهم لك ولوعودك، والذين يستخفّون بعزة جلالك وعظمة ألوهيتك ورأفة ربوبيتك.
فنحن نقدس بلا حد ولا نهاية عدالتَك وجمالك المطلقين ورحمتك الواسعة وننزهها من هذا الظلم والقبح غير المتناهي. ونعتقد ونؤمن

لايوجد صوت