السامية وحاجاته الكلية. بل انها اظهر دلالة من حاجة المعدة الى الاطعمة والاغذية، وأوضح شهادةً منها. ويمكن ان يقدر مدى تحققها تحققاً أعمق واكثر اذا ما سلبت الانسانية من هذه الحقيقة، الحشر. حيث تصبح ماهيتها التي هي سامية ومهمة وحيوية بمثابة جيفة نتنة ومأوى الميكروبات والجراثيم.
فليصغ الى هذا علماء الاجتماع والسياسة والاخلاق من المعنيين بشؤون الانسان واخلاقه واجتماعه، وليأتوا ويبينوا بماذا سيملأون هذا الفراغ ؟ وبماذا سيداوون ويضمدون هذه الجروح الغائرة العميقة ؟!.
النقطة الثانية
تبين هذه النقطة بايجاز شديد برهاناً واحداً - من بين البراهين التي لاحصر لها - على حقيقة الحشر وهو ناشئ من خلاصة شهادة سائر الاركان الايمانية. وعلى النحو الآتي:
ان جميع المعجزات الدالة على رسالة سيدنا محمدy مع جميع دلائل نبوته، وجميع البراهين الدالة على صدقه، تشهد بمجموعها معاً، على حقيقة الحشر، وتدل عليها وتثبتها. لأن دعوته y طوال حياته المباركة قد انصبّت - بعد التوحيد - على الحشر. وأن جميع معجزاته وحججه التي تدل على صدق الانبياء عليهم السلام وتحمل الآخرين على تصديقهم تشهد على الحقيقة نفسها، وهي الحشر. وكذا شهادة (الكتب المنزلة) التي رقّت الشهادة الصادرة من (الرسل الكرام) الى درجة البداهة ووضحتها، تشهدان على الحقيقة نفسها. وعلى النحو الآتي: