ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 273
(270-373)

هو بيقين تسع وتسعين وتسعمائة من ألف. كما اكد ذلك جميع الانبياء والرسل الكرام عليهم السلام، وصدّقهم كشفاً وتحقيقاً الاولياء والاصفياء الذين لايحصرهم العد.
فهذا الدرس البليغ - من رسائل النور - ينبغي ان يرتاح اليه مسؤولو السجن وكل مَن يعنيه امر البلاد وشؤونها. لانه قد ثبت بالتجربة ان ادارة ألف من المؤمنين المشفقين من عذاب سجن جهنم والمستجيرين بالله منها، هي اسهل بكثير من ادارة عشرة من تاركي الصلاة، ومن فاسدي العقيدة والاخلاق، الذين لايرتدعون الا بعقاب الدنيا وسجنها ولا يميزون الحلال عن الحرام.

خلاصة المسألة الثانية
مثلما بينت رسالة (مرشد الشباب) ووضحتها ايضاحاً جميلاً من أن الموت لامفرّ منه ابداً، بل ان مجيئه أيقن من مجئ الليل لهذا النهار، ومن تعاقب الشتاء لهذا الخريف. وكما ان هذا السجن مضيف مؤقت لايكاد يفرغ حتى يملأ من جديد، فالدنيا كذلك كالفندق، وكمنزل حل وترحال مقام على طريق القوافل المسرعة.
فالموت الذي يفرغ كل مدينة من سكانها مائة مرة، ويدفع بهم الى المقابر لابد أنه يطلب شيئاً اكثر من هذه الحياة الفانية واعظم رفعة منها.
ولقد حلّت (رسائل النور) لغز هذه الحقيقة المدهشة، وكشفتها، وخلاصتها هى:
مادام الموت لايُقتل، وباب القبر لايُغلق، فان اعظم ما سيشغل بال الانسان ويشكل اكبر معضلة له هو النجاة من يد جلاد الموت هذا والخلاص من سجن القبر المنفرد.
ولقد اثبتت رسائل النور اثباتاً جازماً - بفيض من نور القرآن

لايوجد صوت