ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 274
(270-373)

الكريم - ان لهذه المعضلة علاجاً وخلاصته هي:
أن الموت إما هو اعدام ابدي، وفناء تام يصيب المرء واحبته، وذوي قرباه جميعاً، او هو تسريح من العمل للذهاب الى عالم آخر أفضل، وجواز سفر للدخول الى قصور السعادة بشهادة الايمان ووثيقته.
أما القبر فهو اما سجن انفرادي مظلم وبئر سحيقة، او هو باب الى روضات خالدة ومضيف منوّر بعد السراح من سجن الدنيا.
وقد اثبتت رسالة (مرشد الشباب) هذه الحقيقة بمثال وهو:
نصبت في فناء هذا السجن اعواد مشانق تستند على جدار، خلفه دائرة عظيمة تمنح جوائز سخية يشترك فيها الناس كلهم. ونحن المساجين الخمسمائة ننتظر دورنا، لنُدعى الى ذلك الميدان، فسندعى اليه فرداً فرداً شئنا أم ابينا، فلا نجاة! فإما أنه سيُقال لكل منا: (تعال تسلّم أمر اعدامك واصعد المشنقة). او: (تسلم امر السجن الانفرادي الابدي وادخله من هذا الباب المفتوح). او يقال: (بشراك ! فقد فزت ببطاقة تربّحك ملايين الليرات الذهبية، هيا خذها).
فها نحن اولاء نشاهد اعلانات هذه الدعوة منتشرة هنا وهناك ونرى اناساً يصعدون المشانق بالتعاقب ومنهم مَن يتدلى، ومنهم مَن يتخذها درجاً وسلماً للبلوغ الى دائرة الجوائز الواقعة خلفها، وقد اصبحنا على يقين جازم بما يدور في تلك الدائرة - كأننا نراه رأي العين - استنادا الى ما يرويه كبار موظفي تلك الدائرة من روايات صادقة لاتقبل الشك.
دخلت سجننا - في هذه الاثناء - طائفتان، تحمل احداهما آلات الطرب وقناني الخمر مع حلويات، ظاهرها العسل وباطنها السموم، دستّها شياطين الانس، وهم يقدمونها الينا ويرغّبوننا في تناولها. اما الجماعة الثانية ففي ايديهم كتب تربوية ومنشورات اخلاقية مع مأكولات طيبة ومشروبات مباركة، يقدمونها هدايا لنا، ويذكرون لنا

لايوجد صوت