ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 275
(270-373)

بالاتفاق والاطمئنان الكامل واليقين التام:
ان ما تقدمه الطائفة الاولى لكم من مأكولات ما هي الا للامتحان والاختبار، فاذا ما قبلتموها ورضيتم بها فسيكون مصيركم كما هو ماثل امامكم في المشانق، اما اذا رضيتم بهدايانا - التي نقدّمها اليكم باسم حاكم هذه البلاد وبأمره - وتلوتم مافي تلك الكتب من تعليمات واذكار فستنجون من الاعدام وتستلمون بطاقة الجائزة من تلك الدائرة، لتفوزوا بالربح العظيم، هدية من السلطان وكرماً منه وفضلاً. صدّقوا بما نقوله لكم واعتقدوا به اعتقاداً راسخاً كأنكم ترونه في وضح النهار.. ولكن حذار من تلك الحلوى المعسلة - المحرّمة او المريبة - فلو اكلتم منها تلوّت بطونكم بمغص شديد من أثر السموم، فتقاسون منها الالآم لحين صعودكم المشانق.
وهكذا على غرار هذا المثال، سيَهب القدر الإلهي للمؤمنين الذين قضوا حياتهم بالطاعة، وختمت اعمالهم بالحسنى خزائن أبدية لاتنضب بعد أن ينتهي أجلهم في الدنيا. أما اولئك المتمادون في الضلالة والفسق من دون ان يثوبوا الى ربهم فسيُعدمون اعداماً نهائياً - لمن لايؤمن بالآخرة - او يزجوّن في سجن انفرادي مظلم ابدي لمن يتمادى في غيّه وسفهه مع ايمانه ببقاء الروح، فهؤلاء يتسلمون قرار شقائهم الابدي بيقين يبلغ تسعاً وتسعين بالمائة. نعم يخبر بهذا الخبر الصادق مائة واربعة وعشرون الفا من الانبياء عليهم السلام(1)، وبين ايديهم معجزات تصدقهم، ويخبر اكثر من مائة واربعة وعشرين مليوناً من الاولياء (قدس الله اسرارهم) المقتفين آثار الانبياء والمصدقين بما أُخبروا به كشفا وذوقا، ويخبر به كذلك مَن لايحصيهم

) (1) قال ابوذر: (قلت: يارسول الله كم وفاء عدة الانبياء ؟ قال: مائة الف واربعة وعشرون الفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً) رواه الامام احمد (مشكاة المصابيح 3/122ت 5737 قال المحقق: حديث صحيح). وانظر زاد المعاد تحقيق الارناؤوط(1/43 - 44).

لايوجد صوت