ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 277
(270-373)

من مصيبة السجن؛ اذ كما ان لذة دقيقة في الانتقام، ومتعة بضع دقائق، او ساعات في السفاهة قد زجت بنا الى السجن، فيقضي فيه بعضنا خمس عشرة سنة، والبعض الآخر عشر سنوات، وآخرون خمس سنوات، او سنة او سنتين او ثلاثاً من الاحكام.. فعلينا اذن - وانف السجن راغم - ان نحوّل بقبولنا هدايا القافلة الثانية، هذه الساعات القليلة الى ايام من العبادة مثلها، ونحوّل سنتين او ثلاثاً من عقابنا الى عشرين وثلاثين سنة من العمر الخالد. ونبدل بعشرين سنة او ثلاثين سنة من مكوثنا في السجن ملايين السنوات الخالدة فتكون الاحكام الصادرة علينا وسيلة نجاة من سجن جهنم. وحينها تبتسم حياتنا الاخرى وتسر إزاء بكاء دنيانا وحزنها. ونكون بذلك قد ثأرنا لأنفسنا من تلك المحنة واظهرنا حقا ان السجن مدرسة تربوية لتقويم الاخلاق.
فليشاهد مسؤولو السجن ومن يتولون امره، أن من ظنوهم مجرمين قتلة، وحسبوهم سفهاء مخلين بالنظام، قد اصبحوا طلاب مدرسة تربوية مباركة يتعلمون فيها الادب الجميل والخلق القويم وغدوا أعضاء نافعين للبلاد والعباد.. فليشكروا ربهم اجزل شكر.

* * *

لايوجد صوت