ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 280
(270-373)

الجنة المعنوية حسب درجة ايمانك. كما ان المستقبل ليس مؤلماً ولامقلقاً وليس محلاً للوحشة ولاوادياً مظلماً مخيفاً، بل هو بنور الايمان منازل سعادة ابدية للرحمن الرحيم ذي الجلال والاكرام الذي وسعت رحمته كل شئ واحاط كرمه بكل شئ. فكما فرش سبحانه الربيع والخريف مائدتين مملوئتين بأنواع النِعم والمطعومات، فقد بسط سبحانه موائد ضيافته الفاخرة في تلك القصور العوالي وفتح معارض احسانه وآلائه العميمة هناك، والناس يشوقون اليها بل يساقون.
نعم هكذا يراها المؤمن بالشاشة الايمانية - كل حسب درجته - وبوسعه أن يشعر شيئاً من لذائذ ذلك النعيم المقيم.
فاذاً اللذة الحقيقية الصافية التي لايكدرها ألم، انما هي في الايمان، وبالايمان وحده يمكن الفوز بها.
وهناك الوف من الثمرات اللذيذة للايمان في هذه الدنيا، وألوف من الفوائد والنتائج، الا أننا سنبين واحدة منها بمثال:
تصور - ايها الاخ - ان ابنك الوحيد الذي تحبه كثيراً جداً طريح الفراش يعاني من سكرات الموت، وانت تغوص في تفكير يائس مرير وتتألم ألماً موجعا شديدا من فراقه الابدي المؤلم.. تصور - وانت في هذه الحالة اليائسة - اذا بطبيب حاذق كالخضر او لقمان عليهما السلام - يأتي ويسقي الطفل دواء مضادا للسموم، واذا به يفتح عينيه فرحا جذلا ببهجة الحياة.. وقد نجا من قبضة الموت. كم يكون ياترى فرحك وسرورك اللذان يغمرانك؟
كذلك الحال في اولئك الملايين المدفونين في مقبرة الماضي الذين تحبهم - كهذا الطفل - حباً كثيراً وترتبط معهم بوشائج. فبينما هم على وشك ان يبادوا ويفنوا من الوجود في مقبرة الماضي - في نظرك - اذا بحقيقة الايمان تبعث من شباك القلب نوراً - كما فعل لقمان الحكيم مع ذلك الطفل - الى تلك المقبرة الواسعة التي يُظن انها مقر الاعدام.

لايوجد صوت