ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 282
(270-373)

تتبرأ من عقلك وترميه خارجاً وتعد نفسك حيواناً فتنجو. او تنوّر عقلك بنور الايمان وتنصت الى الصوت العذب للقرآن الكريم فتكون أرقى من الحيوان وارفع، مغتنما لذائذ نقية صافية طاهرة وانت مازلت في هذه الدنيا الفانية.
فألزمته بهذه الحجة ولكنه اعترض قائلا:
- سنعيش في الاقل مثل ملاحدة الاجانب !
فقلت له جوابا: لن تكون حتى مثل اولئك الملاحدة الاجانب، لأنهم ان انكروا نبيا واحدا فانهم يؤمنون بسائر الانبياء، وحتى اذا لم يعرفوا احدا من الانبياء، فقد يكون لهم ايمان بالله، وان لم يكن لهم هذا الايمان ايضا فلربما لهم ما يوصلهم الى الكمال من سجايا حميدة وخصال انسانية.. اما إذا انكر المسلم خاتم النبيين y وجحد بالدين الذي لادين غيره في الحق والشمول، وفسق عن دائرة هدايته، وحل رقبته منها، فلا يرضى بنبي آخر، بل لايقبل الايمان بالله، لأنه ما عرف سائر الانبياء ولا اهتدى الى الايمان بالله الا عن طريقهy وبتبليغه وارشاده وهديه.. لذا لا يبقى في قلبه شئ من اولئك دون الايمان به y ومن هنا كان الناس من سائر الاديان منذ زمن سحيق يدخلون دين الاسلام افواجاً، بينما لم يحدث ان اصبح مسلم واحد قط يهوديا حقيقيا ولا مجوسيا ولا نصرانيا، وربما يصبح ملحداً فاسد الاخلاق والسجايا مضراً بالبلاد والعباد.
هكذا اقمت الحجة على ذلك العنيد من انه لايستطيع التشبه حتى بملاحدة الاجانب.. ولمّا لم يجد ما يستند اليه، خَنس وولى الى جهنم وبئس المصير.
فيا زملائي المجتمعين في هذه المدرسة اليوسفية !
مادامت الحقيقة هي هذه ورسائل النور قد نشرت نورها - ولاتزال - منذ عشرين سنة وهي تكسر عناد المتمردين وترغمهم

لايوجد صوت