(1) هذه الجملة المعترضة تعود الى سنة 1946م.رسائل النور كما اطلع عليها اخواني السابقون الذين دخلوا معنا السجن، فاني اُسمعكم قولا واُشهد عليه اولئك الاخوة جميعاً واُلوفاً من امثالهم، وقد قلته مراراً، واثبته تكراراً:
ان رسائل النور قد اكسبت تسعين بالمائة منهم تلك القضية العظمى، وهي التي سلمت وثيقة الفوز وشهادته - وهي الايمان التحقيقي - لعشرين الفاً من الناس خلال عشرين سنة خلت. فلا غرو فقد نبعت من المعجزة المعنوية للقرآن الكريم واصبحت في مقدمة وكلاء القضية العظيمة والمدافعين عنها في هذا الزمان، فرغم انقضاء ثماني عشرة سنة والاعداء والزنادقة والماديون يحيكون انواعا من الدسائس والمكر الخبيث، ومازالوا يحرضون قسما من الموظفين علينا مستغفلين اياهم في سبيل ابادتنا حتى زجونا في غياهب السجون مثل هذه المرة. الاّ انهم لم يفعلوا شيئا يذكر، ولن يفعلوا باذن الله، ذلك لانهم لم يتمكنوا ان يتعرضوا لقلعة رسائل النور الفولاذية ولا ان يمسوا اعتدتها البالغة مائة وثلاثين عتاداً - رسالة - سوى رسالتين او ثلاث منها.
لذا فمن اراد ان يوكل محامياً يدافع عن قضيته يكفي ان يتحصن بها ويقتبس من نورها.
فيا ايها الاخوة! لاتخافوا، ان رسائل النور لن تُمنع عن الانظار ولن تحجب عن الرؤية. ولاترفع من الاوساط باذن الله اذ يتداول اجزاءها المهمة - ماعدا رسالتين او ثلاثة - نواب البرلمان واركان الدولة بحرية تامة.
وسيأتي ذلك اليوم الذي يوزع فيه الموظفون والمدراء المحظوظون ان شاء الله رسائل النور على المسجونين كما يوزعون عليهم الخبز والعلاج فيحولوا السجون الى مدارس ارشاد وتربية واصلاح.