ينغّص اللذة الجزئية فيه، منها الشعور بألم الغيرة والحسد، ومنها ألم الفراق عن المعشوق، ومنها ألم عدم مقابلة المحبة بالمثل.. وغيرها كثير من المنغصات التي تجعل تلك اللذة الجزئية بحكم عسل مسموم.
فان كنت تريد أن تفهم ان سوء تصرّف الشباب واسرافهم في امرهم يسبب فيهم من الامراض مايسوقهم الى المستشفيات أو المقابر..
وان كنت تريد ان تفهم ان غرور الشباب وطيشهم يدفعهم الى السجون.
وان كنت تريد أن تفهم ان ما يصيبهم من آلام معنوية وهموم نفسية - من الخواء الروحي والجوع القلبي والفراغ - يسوقهم الى ابواب الحانات والملاهي.. نعم ان كنت تريد ان تتحقق من هذا، فاسأل المستشفيات والسجون والخمارات والمقابر، فستسمع حتما أنات وآهات، وبكاء مريراً، وحسرات الندم، واصوات الأسى والأسف، يطلقها - على الأغلب - شباب أشقياء، تلقوا الصفعات الموجعة والضربات الأليمة لخروجهم عمّا اباح الله لهم من الطيبات بدافع نزواتهم واسرافهم وسئ اعمالهم، وارتكابهم المحرمات، وانسياقهم وراء اللذات المشؤومة.
بينما اذا ما قضى الشاب عهد شبابه بما أمره الله به واتبع الصراط السوي واستقام عليه. فانه يجعله احلى نعمة إلهية وأجمل هبة رحمانية، ويتخذه سبيلاً قويماً ممهداً الى الصالحات من الاعمال، ولأثمر له كذلك شباباً ناضراً، وفتوة خالدة دائمة في الاخرة بدلاً من هذا الشباب الفاني الزائل.. ذلك ما تبشرنا به الكتب السماوية والصحف المنزلة جميعها، وفي مقدمتها القرآن الكريم بآياته المحكمة الكريمة.
فما دامت هذه هي الحقيقة.. ومادام ميدان الحلال كافياً ووافياً للأنس والمتعة والنشوة.. ومادامت اللذة الواحدة - ضمن المحرمات - تذيق صاحبها ألما يدوم سنة واحدة من عذاب السجن واحيانا عشر