ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 290
(270-373)

للاعاشة الذي يسيح في كل سنة مسافة اربعة وعشرين ألف سنة، في نظام دقيق متقن، والذي يضم في ثناياه مئات الآلاف من اصناف المخلوقات التي يحتاج كل منها الى نوع خاص من الغذاء. والذي يمر على الفصول الاربعة فيأتي بالربيع كشاحنة محمولة بآلاف الانواع من مختلف الاطعمة، يأتي بها الى الخلق المساكين الذين نفد قوتهم في الشتاء. تلك هي الكرة الارضية، السفينة السبحانية التي تضم آلاف الانواع من البضائع والاجهزة ومعلبات الغذاء. فهذا المخزن والحانوت الرباني، يُري - على وفق مقاييس علم الاعاشة والتجارة الذي تقرأونه - صاحبه ومالكه ومتصرفه بدرجة عظمة هذا المخزن قياسا على ذلك المخزن المصنوع من قبل الانسان، ويعرّفه لنا، ويحببه الينا.
ومثلاً: لو ان جيشا عظيما يضم تحت لوائه أربعمائة ألف نوع من الشعوب والامم، لكل جنس طعامه المستقل عن الآخر، وما يستعمله من سلاح يغاير سلاح الآخر، وما يرتديه من ملابس تختلف عن ألبسة الآخر، ونمط تدريبه وتعليماته يباين الآخر، ومدة عمله وفترة رخصه هي غير المدة للآخر.. فقائد هذا الجيش الذي يزودهم بالارزاق المختلفة، والاسلحة المتباينة، والالبسة المتغايرة، دون نسيان اي منها ولا التباس، ولاحيرة، لهو قائد ذو خوارق بلا ريب. فكما ان هذا المعسكر العجيب يرينا - بداهة - ذلك القائد الخارق، بل يحببه الينا بكل تقدير واعجاب؛ كذلك معسكر الارض، ففي كل ربيع يجند - مجددا - جيشا سبحانيا عظيما مكونا من اربعمائة ألف نوع من شعوب النباتات وامم الحيوانات، ويمنح لكل نوع ألبسته وارزاقه واسلحته وتدريبه ورخصه الخاصة به، من لدن قائد عظيم واحد أحد جل وعلا، دون نسيان لأحد، ولا اختلاط، ولاتحير، وفي منتهى الكمال وغاية الانتظام.. فهذا المعسكر الشاسع الواسع للربيع الممتد على سطح الارض يُري - لأولي الالباب والبصائر - حاكم الارض - حسب العلوم العسكرية - وربّها ومدبرها، وقائدها الاقدس الاجل، ويعرّف لهم، بدرجة كمال هذا المعسكر المهيب، ومدى عظمته، قياسا

لايوجد صوت