ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 291
(270-373)


الى ذلك المعسكر المذكور، بل يحبب مليكه -سبحانه- بالتحميد والتقديس والتسبيح.
ومثلا: هب ان ملايين المصابيح الكهربائية تتجول في مدينة عجيبة دون نفاد للوقود ولا انطفاء؛ الا تُري باعجاب وتقدير أن هناك مهندساً حاذقاً، وكهربائيا بارعاً لمصنع الكهرباء، ولتلك المصابيح؟ فمصابيح النجوم المتدلية من سقف قصر الارض وهي اكبر من الكرة الارضية نفسها بألوف المرات -حسب علم الفلك- وتسير اسرع من انطلاق القذيفة من دون ان تخل بنظامها، او تتصادم مع بعضها مطلقا ومن دون انطفاء، ولا نفاد وقود على وفق ما تقرأونه في علم الفلك. هذه المصابيح تشير باصابع من نور الى قدرة خالقها غير المحدودة، فشمسنا مثلا؛ وهي اكبر بمليون مرة من كرتنا الارضية، وأقدم منها بمليون سنة ماهي الاّ مصباح دائم، وموقد مستمر لدار ضيافة الرحمن. فلأجل ادامة اتقادها واشتعالها وتسجيرها كل يوم يلزم وقوداً بقدر بحار الارض، وفحماً بقدر جبالها، وحطباً بقدر اضعاف اضعاف حجم الارض، ولكن الذي يشعلها - ويشعل جميع النجوم الاخرى امثالها - دون وقود ولافحم ولا زيت ودون انطفاء ويسيّرها بسرعة عظيمة معاً دون اصطدام، انما هي قدرة لا نهاية لها وسلطنة عظيمة لاحدود لها.. فهذا الكون العظيم وما فيه من مصابيح مضيئة، وقناديل متدلية يبين بوضوح - على وفق مقاييس علم الكهرباء الذي قرأتموه أو ستقرأونه - سلطان هذا المعرض العظيم والمهرجان الكبير، ويعرّف منوّره ومدبرّه البديع وصانعه الجليل، بشهادة هذه النجوم المتلألئة، ويحببه الى الجميع بالتحميد والتسبيح والتقديس بل يسوقهم الى عبادته سبحانه.
ومثلاً: لو كان هناك كتاب، كتب في كل سطر منه كتاب بخط دقيق، وكُتب في كل كلمة من كلماته سورة قرآنية، وكانت جميع مسائله ذات مغزى ومعنى عميق، وكلها يؤيد بعضها البعض، فهذا الكتاب العجيب يبين بلا شك مهارة كاتبه الفائقة، وقدرة مؤلفه الكاملة. اي أن مثل هذا الكتاب يعرّف كاتبه ومصنّفه تعريفا يضاهي وضوح

لايوجد صوت