(عرّفنا بخالقنا، فإن مدرسينا لايذكرون الله لنا !).
فقلت لهم:
ان كل علم من العلوم التي تقرأونها يبحث عن الله دوما، ويعرّف بالخالق الكريم بلغته الخاصة. فاصغوا الى تلك العلوم دون المدرسين..
فمثلا: لو كانت هناك صيدلية ضخمة، في كل قنينة من قنانيها ادوية ومستحضرات حيوية، وضِعت فيها بموازين حساسة، وبمقادير دقيقة؛ فكما أنها ترينا ان وراءها صيدلياً حكيماً وكيميائياً ماهراً،كذلك صيدلية الكرة الارضية التي تضم اكثر من أربعمائة ألف نوع من الاحياء - نباتا وحيوانا - وكل واحد منها في الحقيقة بمثابة زجاجة مستحضرات كيمياوية دقيقة، وقنينة مخاليط حيوية عجيبة فهذه الصيدلية الكبرى تُري حتى للعميان صيدليّها الحكيم ذا الجلال، وتعرّف خالقها الكريم سبحانه بدرجة كمالها، وانتظامها، وعظمتها، قياسا على تلك الصيدلية التي في السوق، على وفق مقاييس علم الطب الذي تقرأونه.
ومثلاً: كما لو أن مصنعا خارقا عجيبا ينسج ألوفا من انواع المنسوجات المتنوعة، والاقمشة المختلفة، من مادة بسيطة جداً، يرينا بلا شك ان وراءه مهندسا ميكانيكيا ماهراً، ويعرّفه لنا؛ كذلك هذه الماكنة الربانية السيارة المسماة بالكرة الارضية، وهذا المصنع الإلهي الذي فيه مئات الآلاف من مصانع رئيسية، وفي كل منها مئات الآلاف من المصانع المتقنة، يعرّف لنا - بلاشك - صانعه، ومالكه، وفق مقاييس علم المكائن الذي تقرأونه، يعرّفه بدرجة كمال هذا المصنع الإلهي وعظمته قياساً على ذلك المصنع الانساني.
ومثلاً: كما ان حانوتا او مخزنا للاعاشة والارزاق، ومحلا عظيما للأغذية والمواد، احضر فيه - من كل جانب - ألف نوع ونوع من المواد الغذائية، وميز كل نوع عن الآخر، وصفف في محله الخاص به، يرينا ان له مالكا، ومدبراً؛ كذلك هذا المخزن الرحماني