ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 286
(270-373)

المسألة الخامسة
كما فصّل في رسالة (مرشد الشباب):
ان الشباب ذاهب وآفل، وسيزول لا محالة؛ اذ كما ان الصيف يخلفه الخريف والشتاء، والنهار يعقبه المساء والليل، فالشباب كذلك سيتحول الى مشيب، والى الموت، بمثل هذه الحقيقة المحتمة.
فاذا ما بذل الشاب ما يملك من طاقة مؤقتة في سبيل الخير والصلاح، ضمن دائرة الطهر والعفة والاستقامة، فان الاوامر السماوية كلها تبشره بأنه سيغنم به شباباً باقيا لازوال له، و كما ان غضب دقيقة واحدة، قد يدفع الانسان الى ارتكاب جريمة قتل فيقضي مقاساة ملايين من الدقائق في مقاساة من عذاب السجن، كذلك نشوة الشباب وسفاهته، واذواقه العابرة - في غير ما أحل الله - تسبب له آلاما اكثر واعمق في ذات اللذة نفسها، فضلا عن العقاب الرهيب في الآخرة، والعذاب المرير في القبر، وعلاوة على معاناة الحسرات العميقة المنبعثة من زوال اللذة، والعقاب في الدنيا المترتب على الذنوب والآثام. يشهد بصدق وجود هذه الآلام في اللذة نفسها كل شاب حصيف، بما مر عليه من تجارب، فمثلا:
ان الحب المحرم، او العشق لغير وجه الحق، فيه من الآلام ما

لايوجد صوت