ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 276
(270-373)

العدّ من العلماء المحققين(2) والمجتهدين والصديقين الذين اثبتوا دعواهم وتصديقهم عقلاً وفكراً بالبراهين الدامغة والحجج القاطعة، فأخبروا يقينا ما أخبر به اولئك الافذاذ من تلكما الطائفتين. فهؤلاء الطوائف الثلاث العظيمة والجماعات الغفيرة من اهل الحق والحقيقة - وهم روّاد الانسانية وشموس البشرية واقمارها - يخبرون جميعا بتلك الحقيقة اجماعاً وتواتراً.. فياخسارة من لايهتم بأوامرهم، ولايسلك الصراط السوي المؤدي الى السعادة الابدية بارشاداتهم، ولايكترث بمصيره المؤلم - وهو بيقين يبلغ تسعا وتسعين بالمائة - في حين أنه لايسلك طريقا فيه احتمال واحد من الخطورة، واستنادا على قول مخبر واحد، بل يستبدل به طريقا آخر ولو كان أطول..
فهؤلاء أشبه بسكير او معتوه شقي يلتهي بلسع الذباب عن انقضاض وحوش كاسرة عليه، اذ قد فَقَد عقله، واضاع قلبه، وافسد روحه، ودمّر انسانيته؛ لانه رغم التبليغات الصادقة الصادرة من اولئك المخبرين الذين لايحصرهم العدّ فقد ترك الطريق الاقصر والاسهل المؤدي الى الفوز المحقق بالجنة والسعادة الابدية، واختار طريقاً اطول منه وأوعر واضيق، والذي يؤدي به الى سجن جهنم والشقاء الابدي حتما.
بينما الانسان - كما قلنا - لايلج طريقا قصيراً في الدنيا فيه احتمال واحد بالمَائة من الخطورة، او فيه سجن شهر واحد وبناء على كلام مخبر واحد، وقد يكون كاذباً. بل يفضل عليه طريقا اخر ولو كان طويلا، او من دون نفع، وذلك لمجرد خلوه من الضرر.
فما دامت حقيقة الامر هذه، فينبغي لنا نحن معاشر المبتلين بالسجن ان نقبل بكل رضى وسرور هدايا الطائفة الثانية لنثأر لأنفسنا

(2) ان احد اولئك العلماء المحققين هو: رسائل النور التي ألجمت أعتى الفلاسفة الماديين، وافحمت اشد الزنادقة تمرداً، طوال العشرين سنة التي خلت، وماتزال قائمة على قدم وساق في ميدان التحدي والمبارزة، وهي في متناول الجميع، فبوسع اي واحد قراءتها دون تفنيدها. - المؤلف.

لايوجد صوت