ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 297
(270-373)

(العدل) و (العادل) من الاسماء الحسنى عن سؤالنا حول الآخرة.
ثم اننا نرى ان كل كائن حي تُوفَّر له حاجاته التي ليس في طوقه الحصول عليها، وتستجاب جميع مطاليبه التي يسألها - بنوع من دعاء - سواء بلسان حاجاته الضرورية، او بلغة استعداداته الفطرية، وتسلّم اليه في أنسب وقت وافضله من لدن يد رحيم واسع الرحمة، وسميع مطلق السمع، ورؤوفٍ شامل الرأفة.. وتُستجاب ايضاً اغلب دعوات الانسان الارادية، ولاسيما دعوات الاصفياء من الناس، وبخاصة دعوات الانبياء عليهم السلام - التي تستجاب اغلبها استجابة خارقة للعادة - فتلك الاستجابات تفهمنا يقينا ان وراء الحجاب (سميع مجيب) يسمع آهات كل ذي مصيبة وأنات كل ذي داء، ويصغي الى دعاء كل محتاج، ويرى أدنى حاجة لأصغر مخلوق ويسمع أخفى أنين لأضعف كائن فيشمله برأفته ويسعفه فعلا فيرضيه.. فما دام الامر هكذا فان دعاءً للسعادة الاخروية والبقاء والخلود - وهو افضل دعاء واعمه ويمس جميع الكائنات ويرتبط بجميع الاسماء الحسنى وبجميع الصفات الجليلة - هذا الدعاء يسأله أفضل مخلوق - وهو الانسان - ويضمه ضمن ادعيته اعظم عبد واحبه الى الله، ذلك الرسول الاعظمy، وهو امام الانبياء عليهم السلام الذين هم شموس البشرية وروادها فيؤمّنون على دعائه هذا بل يؤمّن على دعائه بصلواته عليه يوميا كلُ مؤمن من امته عدة مرات في الاقل بل تشترك جميع المخلوقات في دعائه قائلة: (استجب ياربنا دعاءه فنحن نتوسل بك ونتضرع اليك مثله).. فمثل هذا الدعاء الشامل للخلود والسعادة الابدية، من مثل هذا الرسول الحبيبy وضمن هذه الشروط التي لاترد، لاشك مطلقاً انه وحده مبرّر كافٍ وسبب وافٍ لايجاد الجنة الخالدة وإحداث الاخرة من بين اسباب لاتعد ولاتحصى موجبة لايجادها. فضلا عن أن ايجادها سهل على قدرته سبحانه وهيّن عليها كايجاد الربيع وخلقه.

لايوجد صوت