- الا اذا شاهد وأشهد الاخرين جميع الاكوان وجميع الازمان من الازل الى الابد، واظهر عدم وجودها واثبت نفيها!! فلأجل هذه الحكمة ارتضى العلماء المحققون على قاعدة اساس هي: (لايمكن اثبات النفي غير المحدد مكانه - كالحقائق الايمانية الشاملة للكون قاطبة - مالم يكن الامر محالا بذاته).
فبناءً على هذه الحقيقة القاطعة ينبغي الاّ يجلب انكار آلاف الفلاسفة ومعارضتهم اية شبهة ولا وسوسة امام مخبر صادق في مثل هذه المسائل الايمانية.. فيا حماقة من يتلوث بشبهة - مهما كانت - في اركان الايمان بمجرد انكار قلة من فلاسفة ماديين تحدرت عقولهم الى عيونهم فلا يرون الا المادة بل ماتت قلوبهم فلا يشعرون بالمعنويات، بينما اتفق على تلك الاركان مائة وعشرون الفا من المثبتين اولي الاختصاص من الانبياء الصادقين عليهم السلام وممن لايحصون ولايعدون من المثبتين والمختصين من اهل الحقيقة الاولياء واصحاب التحقيق العلماء.
ثم اننا نشاهد سواء في انفسنا او فيما حولنا، رحمة عامة، وحكمة شاملة، وعناية دائمة ناشرة نورها كالنهار، ونرى كذلك آثار ربوبية مهيبة وانوار عدالة بصيرة، وتجليات اجراءات جليلة عزيزة، بل نرى (حكمة) تقلد الشجرة حكماً بعدد ازهارها واثمارها، ونرى (رحمة) تقيم على كل إنسان احساناً وعطايا بعدد حواسه وقواه واجهزته. ونرى (عدالة) ذات عزة تهلك بسوط عذابها اقواما عصاة امثال قوم نوح وهود وصالح وقوم عاد وثمود وفرعون، وهي ذات عناية كذلك تحافظ على حقوق اصغر مخلوق واضعفه. فالآية الكريمة الآتية تبين بايجاز معجز عظمة تلك الربوبية الجليلة وهيبتها المطلقة:
﴿ومن آياته أن تقوم السماءُ والارض بأمره ثمّ إذا دَعاكم دَعوةً من الارضِ اذا أنتم تخرجون﴾(الروم: 24).