ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 298
(270-373)

وهكذا يجيبنا اسم الله (المجيب) و (السميع) و (الرحيم) من الاسماء الحسنى عن سؤالنا حول الآخرة.
ثم ان ما في تبدل المواسم من مظاهر الموت ومشاهد البعث على الارض كافة يدل دلالة واضحة - كدلالة النهار على الشمس - على ان وراء الحجاب ربّا يدير الارض الهائلة في غاية الانتظام وفي منتهى السهولة - كادارة حديقة صغيرة بل كادارة شجرة واحدة وبانتظامها - ويدير الربيع الشاسع ويزينه بسهولة ادارة زهرة واحدة وبزينتها الموزونة، ويسطر على صحيفة الارض ثلاثمائة الفٍ من طوائف النباتات والحيوانات التي هي بمثابة ثلاثمائة الف نوع من كتب تعرض نماذج الحشر وامثلة النشور.
فهذا الرب القدير الذي يكتب هذه النماذج المتداخلة دون تحير ولا لبس، ودون سهو ولاخطأ وباتقان وانتظام وبمعان بليغة رغم تشابكها وتشابهها وتماثلها، يُظهر ضمن جلال العظمة قدرة فاعلة رحيمة حكيمة، فهو سبحانه يشمل الوجود برحمته وحكمته هذه فيهب للانسان مقاماً سامياً ويسخر له الكون الضخم ويجعله مسكناً ومهداً له، ثم ينصبه خليفة في الارض ويحمّله الامانة الكبرى التي اَبت السموات والارض والجبال ان يحملنها ويفضّله على سائر المخلوقات، ويشرّفه بكلامه الرباني وبخطابه السبحاني وبموالاته اياه، فضلا عن انه قد قطع على نفسه عهداً، ووعد هذا الانسان وعداً - في جميع كتبه المنزلة - انه سيخلّده بالسعادة الابدية والبقاء الاخروي.. فلاريب انه سيفتح له ابواب سعادة دائمة، وسيحدث الحشر والقيامة حتما وهو أهون عليه من الربيع نفسه.
وبهذا يجيبنا اسم الله (المحيي) و(المميت) و(الحي) و(القيوم) و(القدير) و(العليم) عن سؤالنا حول الآخرة.
حقا ان القدرة الإلهية التي تحيي اصول الاشجار والاعشاب كافة في كل ربيع وتوجد نماذج ثلاثمائة الف نوع من حشر ونشر في

لايوجد صوت