ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 299
(270-373)

الحيوانات والنباتات كافة، بل تُظهر الف مثال للحشر والنشور والف دليل عليه في ألفي ربيع(1) عندما ينظر خيالا الى الف سنة من السنين التي قضاها كل من أمة محمد وموسى عليهما السلام وقوبلا معا ! فكيف يُستبعد بعثُ الاجساد والحشر الجسماني من هذه القدرة المطلقة ؟ أليس استبعاده عمى ما بعده عمى ؟
ثم ان مائة واربعة وعشرين الفاً من افضل بني آدم وهم الانبياء عليهم السلام، قد اعلنوا السعادة الابدية وخلود الآخرة، متفقين، مستندين الى آلاف الوعود والعهود التي قطعها الله سبحانه وتعالى على نفسه. واثبتوا صدقهم بمعجزاتهم الباهرة. وان ما لا يحصر له من الاولياء الصالحين يصدّقون الحقيقة نفسها بالكشف والذوق. فلابد من ان تلك الحقيقة ظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار فمَن شك فيها فقد حَرُم العقل:
لأن حكم متخصص واحد او اثنين في علم او مهنة في مسألة ضمن اختصاصه، يسقط من الاعتبار قيمة آراء وافكار ألف معارض غير متخصص في ذلك العلم او المهنة ولو كانوا أولي اختصاص في علوم اخرى. وان حكم اثنين من شهود الاثبات في مسألة يُرجَّح على آلافٍ من المنكرين او النافين للمسألة. كما هو في رؤية هلال رمضان في يوم الشك، او ادعاء وجود مزارع جوز الهند الشبيهة بعلب الحليب في الارض؛ ذلك لأن المثبت يكسب القضية بمجرد الاشارة اليها او ابراز جوز الهند او بيانه لمكانه. اما النافي الذي ينكر وجوده فانه لايستطيع ان يثبت دعواه الا اذا جاس وجال في انحاء العالم كله وتحرى دعواه في الامكنة كلها. وهكذا الذي يخبر عن الجنة ودار السعادة والخلود فانه يثبتها ويكسب القضية بمجرد اظهاره أثراً من آثار الجنة، او امارة من أماراتها، او ظلا من ظلالها كشفا، في حين لايستطيع من ينفي وجودها وينكرها ان يجد لانكاره مجالا - مهما كدّ

(1) ان كل ربيع يقبل هو بحكم حشر للربيع السابق الذي قامت قيامته وانتهت حياته.- المؤلف.

لايوجد صوت