الشجرة الظاهرة ظهوراً ساطعاً كالشمس. ولئن انكر فان تلك الشجرة تكذبه بعدد اغصانها وثمارها واوراقها وتسكته، كذلك الايمان بأركانه الستة هو بالصورة نفسها.
هذا ولقد كانت النية معقودة على بيان الاركان الايمانية الستة في ست نقاط وفي كل نقطة خمس نكات ذات مغزى، وكانت الرغبة متوجهة الى اجابة السؤال المثير الوارد في المقدمة ببيان اكثر وتوضيح أوسع، الا أن عوائق وعوارض حالت دون ذلك. بيد أنني أخال أن (النقطة الاولى) لم تدع سبيلا لايضاح اكثر لاهل الدراية، حيث انها مقياس كاف للموضوع.
وهكذا وضح تماماً انه؛ اذا ما انكر المسلم اية حقيقة ايمانية كانت فانه يتردى الى الكفر المطلق؛ اذ تسلسلت الاركان الايمانية بعضها ببعض، وفصّل الاسلام ووضح ماأجمل في الاديان الاخرى. فالمسلم الذي لايعرف محمداً y ولايصدق به فلايعرف الله سبحانه (بصفاته) ولايعرف الآخرة كذلك.. فايمان المسلم قوي ورصين الى درجة لايتزعزع ابداً ولايدع مجالاً للانكار قطعاً لاستناده الى حجج كثيرة جداً، حتى كأن العقل يرضخ رضوخاً لقبول هذا الايمان.
النقطة الثالثة:
قلت ذات مرة (الحمد لله). ثم بحثت عن نعمة عظيمة جداً تقابل معناها الواسع جداً، فخطر على القلب الجملة الآتية:
[الحمد لله على الايمان بالله، وعلى وحدانيته، وعلى وجوب وجوده وعلى صفاته، واسمائه، حمداً بعدد تجليات اسمائه من الازل الى الابد].
فتأملت فيها فوجدتها مطابقة تماماً للمعنى.. وهي كالآتي(1):
(1) انتهى النص هنا وكأن الستار اسدل امام الاستاذ فلم يستمر بالكتابة، او لعل الظروف المحيطة به حالت دون ذلك، فاكتفى بالفقرات السابقة. - المترجم.