ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 339
(270-373)

وهل يمكن الاّ يدون افعاله للثواب والعقاب ولايكتب سيئاته وحسناته في الواح القدر ؟! حاش لله وكلا بعدد حروف ما كتب في اللوح المحفوظ للقدر.
اي ان حقيقة (الايمان بالله) مع حججها تثبت حقيقة (الايمان بالملائكة) كما تثبت حقيقة (الايمان بالقدر) ايضا اثباتا قاطعا. كالشمس التي تظهر النهار والنهار الذي يدل على الشمس.
وهكذا فالاركان الايمانية يثبت بعضها البعض الآخر.



النقطة الثانية:
ان جميع ما دعت اليه الكتب والصحف السماوية وفي مقدمتها القرآن الكريم وجميع الدعوات التي قام بها الانبياء عليهم السلام وفي مقدمتهم محمد yتدور على اسس ثابتة، واركان معينة. ولقد سعى جميعهم لاثبات الاسس وتلقينها للآخرين. لذا فجميع الحجج والدلائل التي تشهد على نبوتهم وصدقهم متوجهة معا الى تلك الاسس والاركان مما يزيدها قوة وأحقية. وما تلك الاسس الا الايمان بالله، وباليوم الآخر، وبملائكته، وكتبه، ورسله، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى.
فلا يمكن اذن التفريق بين اركان الايمان الستة اطلاقاً، حيث أن كل ركن من الاركان يثبت الاركان عامة بل يستدعيها ويقتضيها، لذا فان الاركان الستة كلٌ لايقبل التجزأة البتة، وكلّي لا يمكن ان ينقسم ابداً. فكما ان كل غصن من اغصان الشجرة المباركة (شجرة طوبى) الممتد جذرها في السماء، وكل ثمر من ثمارها وكل ورقة من اوراقها يستند على الحياة الخالدة لتلك الشجرة، فلا يمكن لأحد ان ينكر حياة ورقة واحدة متصلة بتلك الشجرة ما لم يتمكن له إنكار حياة تلك

لايوجد صوت