ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 336
(270-373)

سيد المخلوقات؟.. وهل يمكن ألاّ يبعث من اولئك الافاضل رسلا، فتظل تلك الصنائع الجميلة دون تقدير، ويظل جمال تلك الاسماء الحسنى الخارقة دون استحسان ولا اعجاب، ويظل تعريفه وتحبيبه دون مقابل ؟! حاش لله وكلا.. ثم ألف مرة كلا.!
ثم ان المتكلم العليم الذي يستجيب - في الوقت المناسب - لدعوات جميع ذوي الحياة، ملبيا حاجاتها الفطرية، ومغيثا تضرعاتها ورغباتها المرفوعة اليه بلسان الحال، فيتكلم صراحة فعلاً وحالاً بإحساناته غير النهائية لهم وانعاماته غير المحدودة عليهم، مُظهراً القصد والاختيار والارادة. فهل يمكن وهل يعقل ان يتكلم هذا المتكلم العليم مع أصغر كائن حي فعلاً وحالاً ويسعف داءه، ويغيثه باحسانه، ويسد حاجاته، ثم لايقابل الرؤساء المعنويين للانسان الذي هو سيد اغلب المخلوقات الارضية، وهو خليفة الله في ارضه، وهو النتيجة المستخلصة من الكائنات؟.. ام هل يعقل ألاّ يتكلم معهم قولا وكلاما مثلما يتكلم مع كل ذي حياة فعلا وحالا؟.. ام هل يمكن الاّ يرسل معهم اوامره، وصحفه وكتبه المقدسة؟ حاشا لله.. ثم ألف مرة كلا.!
وهكذا يثبت (الايمان بالله) مع حججه القاطعة الثابتة الايمان (بكتبه) المقدسة (وبرسله) الكرام عليهم السلام.
* * *
ثم ان الذي جعل الكون يدوي بحقيقة القرآن ويترنم بها، والذي عرف وعرّف باكمل وجه ذلك الخالق البديع فأحبه وحببه، وأدى شكره له ودلّ الآخرين على القيام بشكره، بل جعل الارض تردد (سبحان الله والحمد لله والله اكبر) حتى اسمعت السموات العلى.. والذي قابل الربوبية الظاهرة للخالق بعبودية واسعة كلية، فقاد خمس البشرية كمية ونصفها نوعية خلال ألف وثلاثمائة سنة قيادة اهاج بها البر والبحر وملأهما شوقا ووجدا.. والذي هتف بالقرآن الكريم في اذن الكون وعلى مدى جميع العصور ازاء المقاصد الالهية، فألقى درسا عظيما، ودعاً بدعوة كريمة، مظهراً وظيفة الانسان وقيمته،

لايوجد صوت