ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 334
(270-373)

المطلق وحاكمية الالوهية الابدية الدائمة التي تدير هذا الكون غير المحدود - مع جميع لوازمه وضرورياته - كادارة قصر او مدينة.. والتي تصرف جميع شؤونه ضمن نظام وميزان، وتغيره على وفق حكم كثيرة.. والتي تدير الذرات والكواكب،وتجهز الذباب والنجوم معا كالجنود المطيعين للجيش المنسق.. والتي تسوق الجميع - ضمن ارادتها وأمرها - الى استعراض هائل عام للعبودية الخالصة، من خلال مناورة سامية وابتلاء واختبار وتدريب على الوظائف وتعليم لها، بفعالية ونشاط دائم وسير وجولان مستمر.. هل يمكن، ام هل يعقل، لا بل هل هناك اي احتمال قط في الاّ يكون هناك مقر باق، ومملكة دائمة، وظهور خالد وتجل سرمدي في دار أبدية لمثل هذه السلطنة الابدية ولمثل هذه الحاكمية الباقية الدائمة؟ حاشا وكلا.. والف مرة كلا.
فسلطنة ربوبية الله جل وعلا وعظمتها اذاً، واغلب اسماء الله الحسنى -كما جاء في المسألة السابعة - وجميع دلائل وحجج وجوب وجوده سبحانه وتعالى، تشهد جميعا وتدل على (الآخرة) وتقتضيها.
فما اعظم مرتكز هذا الركن الايماني العظيم، وما أمتن نقطة استناده ! ألا فادرك ذلك، وصدق به كأنك تراه.
* * *
ثم ان (الايمان بالله) كما لايمكن ان يكون دون (الايمان بالآخرة) كذلك لايمكن ولايعقل، ان يكون (الايمان بالله) دون (الايمان بالرسل) - مثلما ذكر ملخصاً في رسالة الحشر - وذلك:
ان الله تعالى الذي خلق هذا الكون اظهاراً لالوهيته ومعبوديته، على هيئة كتاب صمداني مجسم بحيث تعبّر كل صحيفة من صحائفه عن معاني كتاب، ويُظهر كل سطر من اسطره معنى صحيفة.. وخَلقه على شكل قرآن سبحاني مجسم بحيث ان كل آية من آياته التكوينية، وكل كلمة من كلماته، بل حتى كل حرف منه وكل نقطة بمثابة معجزة

لايوجد صوت