ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 333
(270-373)

فقد ورد الى الروح هذا السؤال: لِمَ يُعتبر كافراً من يُنكرُ جزءاً من حقيقة ايمانية، ولايُعد مسلما مَن لم يقبلها، مع ان نور الايمان بالله واليوم الآخر كالشمس يبدد كل ظلام ؟
ثم، لِمَ يصبح مرتدا مَن ينكر حقيقة او ركناً ايمانياً ويرديه الى الكفر المطلق، ومَن لم يقبلها يخرج من دائرة الاسلام. بينما ينبغي أن ينقذه ايمانه بالاركان الاخرى -ان وجد- من ذلك الكفر المطلق ؟
الجواب:
ان الايمان حقيقة واحدة نابعة من ستة اركان متحدة وموحدة لاتقبل التفريق، وهو كليّ لايتحمل التجزأة، وهو كلٌ لاتقبل اركانه الانقسام، ذلك لان كل ركن من تلك الاركان الايمانية - مع حججها التي تثبته - يثبت بقية الاركان، فيصبح كل ركن حجة قاطعة عظمى لكل من الاركان الاخرى. لذا فالذي لايتمكن من جرح جميع الاركان مع جميع أدلتها يعجز كليا - من وجهة الحقيقة - نفي ركن واحد منها؛ وتفنيد حقيقة واحدة من حقائقها، الا ان يغمض المنكر عينيه ويتشبث بعدم القبول او الرفض، فيدخل عندئذ الكفر العنادي، ويسوقه ذلك بمرور الزمن الى الكفر المطلق، فتنعدم انسانيته ويولى الى جحيم مادي فضلا عمّا هو فيه من جحيم معنوي.
وكما قد بينا باقتضاب في مسائل (الثمرة) دلالة الاركان الايمانية على الحشر كذلك سنبين هنا باشارات مختصرة جدا ومجملة المغزى العميق العظيم لهذه الاية معتمدين على عنايته سبحانه. وذلك في ست نقاط:
النقطة الاولى:
ان (الايمان بالله) بحججه القاطعة يثبت (الايمان بالآخرة) مع اثباته سائر الاركان الايمانية الاخرى. كما وضح في (المسألة السابعة).
نعم؛ ان سلطنة الربوبية وقدرتها الازلية وقوتها الباقية وغناها

لايوجد صوت