ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 330
(270-373)

جميعا سهل وهيّن على القدرة الإلهية كايجاد نفس واحدة، فلاعجب ان يجري مجرى الامثال قول الانسان: (الله اكبر، الله اكبر) كلما رأى شيئا عظيما، او مصيبة كبرى، او غاية عظمى، مسلياً بها نفسه جاعلاً من هذه الكلمة العظيمة قوة عظيمة يستند اليها. نعم! ان هذه الكلمة مع قرينتها (سبحان الله والحمد لله) فهرس جميع العبادات وبذور الصلاة وخلاصتها (كما جاءت في الكلمة التاسعة) فتكرار هذه الكلمات وهي حقائق عظمى ثلاث في الصلاة وفي أذكارها انما هو لتقوية معنى الصلاة وتعميقه وترسيخه. وهي اجابة قاطعة للاسئلة التي تنشأ من التعجب واللذة والهيبة التي تأخذ بأقطار نفس الانسان حينما يشاهد الكون ويرى مايثيره ويحيره ومايسوقه الى الشكران وما هو مدار العظمة والكبرياء من أمور عجيبة وجميلة وعظيمة ووفيرة وما هو فوق ما اعتاده.
نعم! ان الجندي يدخل الى حضرة السلطان وديوانه في العيد بمثل دخول القائد العام اليه، بينما في سائر الايام يعرف سلطانه من رتبة الضابط ومن مقامه - كما جاء في ختام الكلمة السادسة والعشرون - فكل شخص في الحج كذلك يبدأ بمعرفة مولاه الحق سبحانه وتعالى باسم ( رب الارض ورب العالمين) معرفة أشبه مايكون بمعرفة الاولياء الصالحين. فكلما تفتحت مراتب الكبرياء والعظمة الإلهية في حنايا قلبه اجاب بـ(الله اكبر) لما تستولي على روحه من اسئلة مكررة ملحة محيرة، فـ(الله اكبر) هو الجواب القاطع لدابر أهم دسائس الشيطان، كما جاء في اللمعة الثالثة عشرة.
نعم ! فكما ان هذه الكلمة (الله اكبر) تجيب عن سؤالنا حول الاخرة اجابة قصيرة وقوية في ذات الوقت، فان جملة (الحمد لله) هي الاخرى تذكّر بالحشر وتستدعيه. اذ تقول لنا: (لايتم معناي دون الآخرة) لان معناي يفيد: (كل حمد او شكر يصدر من اي حامد ويقع على اي محمود كان، ابتداءً من الازل الى الابد، هو خاص به سبحانه) ولان السعادة الابدية هي اصل جميع النعم وذروتها، وهي التي تحيل النعم نعماً حقيقية لاتزول ولاتحول، وهي التي تنقذ جميع

لايوجد صوت