ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 327
(270-373)

وما دام الكفر تعديا على حقوق غير محدودة، وتجاوزا فاضحا، فهو اذن جناية غير محدودة، لذا يجعل صاحبه مستحقا لعذاب غير محدود. فلئن كان القتل الذي يحدث في دقيقة واحدة يذيق القاتل خمس عشرة سنة من العذاب (ما يقارب ثمانية ملايين دقيقة) ويعتبر ذلك موافقا للعدالة البشرية، وعدّته موافقا للمصلحة العامة وحقوقها، فلا جرم أن دقيقة واحدة من الكفر المطلق - على اعتبار الكفر ألف قتل - تقابل إذن بعذاب يقرب من ثمانية مليارات من الدقائق، على وفق تلك العدالة الانسانية فالذي يقضي سنة كاملة من عمره في الكفر اذاً يستحق عذاب ترليونين وثمانمائة وثمانين مليارا من الدقائق، اي يكون اهلا لـ:
﴿خالدين فيها أبداً﴾ (النساء: 169).
هذا وان الاسلوب المعجز للقرآن الكريم في بيانه الجنة والنار وما في رسائل النور - التي هي فيض منه وتفسيره - من حجج حول وجودهما، لم يتركا مجالا لأي ايضاح آخر. فآيات كثيرة جدا أمثال: ﴿ويتفكّرونَ في خلقِ السّموات والأرض رَبَّنا ما خَلقتَ هذا باطلاً سُبحانكَ فقِنا عَذابَ النار﴾ (آل عمران: 190)
﴿رَبَّنا اصرف عَنا عَذابَ جَهَنَّمَ ان عَذابَها كانَ غَراماً انَّها سَاءت مُستَقراً ومُقاما﴾ (الفرقان: 65- 66). واغلب ما كان يردده الرسول الاكرمy في ادعيته في كل وقت، والانبياء عليهم السلام واهل الحقيقة من:(أجرنا من النار)..(نجنا من النار).. (خلصنا من النار )... الذي حاز عندهم قطعية تامة بناء على الوحي المشهود..كل ذلك يبين لنا ان اعظم قضية للبشرية على الارض انما هي النجاة من النار، وان اعظم حقيقة وادهشها من حقائق الكائنات، بل اكثرها اهمية انما هي (جهنم) التي يشهدها قسم من اولئك المحققين واهل الشهود

لايوجد صوت