ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 335
(270-373)

تقدسه وتسبحه.. وخلقه على صورة مسجد رحماني مهيب وزيّنه بما لايحد من الآيات والنقوش الحكيمة، بحيث أن في كل زاوية من زواياه طائفة منهمكة بنوع من العبادة الفطرية لخالقهم الرحمن..
فهل يمكن الاّ يرسل هذا الخالق المعبود الحق اساتذة ليدرسّوا معاني مافي ذلك الكتاب الكبير ويعلموا مافيه؟.. أم هل يمكن الاّ يبعث مفسرين ليفسروا آيات ذلك القرآن المجسم الصمداني؟.. أم هل يمكن الاّ يعيّن ائمة لذلك المسجد الاكبر ليؤموا الذين يعبدونه بانماط واشكال مختلفة من العبادات؟.. أم هل يمكن الاّ يزود اولئك الاساتذة والمفسرين والائمة بالاوامر السلطانية؟ حاش لله وكلا.. وألف مرة كلا.!
ثم ان الخالق الرحيم الكريم الذي خلق هذا الكون اظهاراً لجمال رحمته على ذوي الشعور وحسن رأفته بهم وكمال ربوبيته لهم وليحثهم على الشكر والحمد، قد خلقه على هيئة دار ضيافة فخمة، ومعرض رائع واسع، ومتنزه جميل بديع. وأعد فيه ما لا يحد من النعم اللذيذة المتنوعة المختلفة، ونظم فيه ما لايعد من خوارق الصنعة وبدائعها الرائعة..
فهل يمكن الاّ يتكلم هذا الخالق الرحيم الكريم - بواسطة رسله - مع ذوي الشعور من مخلوقاته في دار ضيافته الفاخرة هذه.. أم هل يعقل الاّ يعلمهم وظائف شكرهم وكيفية امتنانهم تجاه تلك النعم الجسيمة، ومهام عبوديتهم تجاه رحمته السابغة وتودده الظاهر؟! كلا.. ثم ألف ألف مرة كلا.!
ثم ان الخالق الذي يحب خلقه وصنعته، ويريد جلب الاعجاب والتقدير اليه، بل يطلب استحسانه وإكباره، بدلالة ايداعه الإحساس بآلاف الانواع من الاذواق في الافواه، فيعرّف نفسه سبحانه بكل مخلوق من مخلوقاته ويظهر به نوعاً من جماله المعنوي ويجعله موضع حب مخلوقاته، فزيّن هذا الكون ببدائع صنائعه ومخلوقاته.
فهل يعقل الاّ يتكلم هذا الخالق البديع مع أفاضل الانسان الذي هو

لايوجد صوت