ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 361
(270-373)

احداها: كنت ذات يوم ادعو دعاء بهذا المضمون (يارب أتوسل اليك بحرمة جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل وبشفاعتهم ان تحفظني من شرور شياطين الجن والانس..) وحالما ذكرتُ اسم عزرائيل - الذي يملأ ذكره الناس رعباً وارتجافاً - شعرتُ بحالة ذات طعم في غاية الحلاوة والسلوان، فحمدت الله قائلا: الحمد لله، وبدأت أحب عزرائيل حباً خالصاً، على أنه واحد من الملائكة الذين يعتبر الايمان بوجودهم ركناً من أركان الايمان. وسنشير بإلمامة قصيرة الى ثمرة جزئية واحدة من عديد الثمار للايمان بهذا المَلَك.
منها: ان اثمن ما عند الانسان، واعظم ما يحرص عليه ويدافع عنه ويجهد في الحفاظ عليه، هو روحه بلاشك.. فلقد أحسستُ يقيناً بفرح عميق ازاء تسليم الانسان لأعز ما يملكه في الوجود - وهو روحه - الى يد (قوي أمين) ليحفظه من العبث والضياع والفناء.
ثم تذكرت الملائكة الموكَّلين بتسجيل اعمال الانسان، فرأيت أن لهم ثمرات لذيذة جداً كهذه:
منها: ان كل انسان لأجل أن تخلد أعماله الطيبة، وتبقى كلماته القيمة، يسعى للحفاظ عليها وصيانتها من الضياع، سواء عن طريق الكتابة او الشعر، او حتى بالشريط السينمائي، وبخاصة اذا كان لتلك الاعمال ثمراتها الباقية في الجنة، فيشتاق الى حفظها اكثر..
والكرام الكاتبون واقفون على منكبي الانسان ليُظهروه في مشاهد أبدية، وليصوروا اعماله في مناظر خالدة، ليكافأ اصحابها ولينالوا الجوائز الثمينة الدائمة.. ولقد تلذذت من طعوم هذه الثمرة بلذائذ حلوة لا أستطيع أن أصفها.
وعندما جردني اهل الضلالة من اسباب الحياة الاجتماعية، وابعدوني عن كتبي وأحبتي وخدمي وكل ما كان يمنحني السلوان، وألقوني في ديار الغربة والوحشة، وكنت في ضيق وضجر من حالي

لايوجد صوت