أجاب شهيد بطل من طلاب رسائل النور وهو (الحافظ علي)(2) وقد توفي في السجن وهو لايزال يقرأ ويكتب (رسالة الثمرة) بكمال الشوق، أجاب عن اسئلة المَلَكين في القبر - مثلما أجاب في المحكمة - بحقائق (رسالة الثمرة). وأنا كذلك وسائر طلبة رسائل النور سنجيب إن شاء الله عن تلك الاسئلة التي هي حقيقة في المستقبل، ومجاز في الوقت الحاضر. سنجيب عنها بحجج رسائل النور الساطعة وبراهينها الدامغة ونسوقهم بها الى التصديق والاستحسان والتقدير.
وكذا فان نموذجا جزئياً للايمان بالملائكة محوراً لسعادة الدنيا هو:
بينما كان طفل برئ يتلقى درسه الايماني في مبادئ الفقه، اذ يأتيه طفل آخر باكياً مولولا لوفاة أخيه البرئ فيهدئه ويسليه، قائلا: لاتبك ياأخي، بل اشكر الله؛ لأن أخاك قد ذهب مع الملائكة ومضى الى الجنة وسيتجول ويسرح هناك بحرية كاملة كالملائكة وسيجد الفرحة والهناء احسن منا، وسيطير كالملائكة ويشاهد كل مكان.. فبدّل بكاءه وصراخه وعويله ابتسامة وسروراً.
فانا كذلك مثل هذا الطفل الباكي، فقد تلقيت مع ما انا فيه من وضع أليم وفي هذا الشتاء الكئيب نبأ وفاة اثنين ونَعيَهما بأسى وألم بالغين.
احدهما: هو ابن اخي المرحوم (فؤاد) الذي أحرز الدرجة الاولى في المدارس العليا وهو الناشر لحقائق رسائل النور.
الثاني: تلك التي حجت وطافت البيت وهي تعاني سكرات الموت وسلمت روحها في الطواف، وهي المرحومة اختي العالمة (خانم).
(2) وهو من الاوائل الذين تتلمذوا على الاستاذ النورسى، كان دؤوباً في الاستنساخ، لما انعم الله عليه من جودة الخط ومن علو الهمة، استشهد في سجن (دنيزلي) سنة 1944 رحمه الله رحمة واسعة.