ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني عشر | 388
(374-395)

باسمه سبحانه
(قسم من الكلمة الاخيرة)
ايها السادة !
لكوني لا استطيع ان اعرف شيئاً عن الحياة الاجتماعية الحالية، ونظراً للاتجاه الذي يسير فيه مقام الادعاء العام، واصراركم على اصدار قرار بالحكم عليّ تحت ذريعة اتهامي بتشكيل جمعية، مع انني قد اجبت على هذه التهمة ونفيتها باجابات قاطعة وببراهين دامغة، كما ان اللجنة الاستشارية التي تشكلت في (انقرة) من اهل العلم والاختصاص نفت ذلك ايضاً بالاجماع، واذ انا في حيرة حول اصراركم على هذه المسألة خطر الى قلبى هذا المعنى:
مادامت الصداقة والميل الى التجمع الاخوى، والجمعية الاخروية هى من اسس الحياة الاجتماعية وضرورة من ضرورات الفطرة الانسانية، ومن اهم الروابط واكثرها ضرورة بدءاً من حياة العائلة والقبيلة ووصولاً الى حياة الامة والى الحياة الاسلامية والانسانية، ونقطة استناد وأنس لكل انسان تجاه ما يلاقيه في الكون من مصاعب لا يستطيع مواجهتها وحده، وللتغلب على جميع العوائق والموانع المادية والمعنوية التي تحاول اعاقته عن القيام بايفاء واجباته الاسلامية والانسانية، ومع ان الصداقة والاخوة التي يجتمع عليها طلاب النور تخلو من اي جانب سياسي، بل هي اخوة صادقة وخالصة ووسيلة الى خير الدنيا والسعادة في الآخرة، لانهم يجتمعون في دروس الايمان والقرآن في ظل صداقة خالصة وزمالة مخلصة في طريق الحق، وهم متساندون ضد ما يضر بالامة وبالوطن، لذا فقد كان من الواجب ان يكونوا محط تقدير واعجاب وهم يجتمعون هذه الاجتماعات الايمانية. واما من يعطي انطباعاً ومعنى جمعية سياسية لهذه الاجتماعات فهو اما مخدوع خداعاً كبيراً، او هو

لايوجد صوت