ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 492
(459-713)

المدنية الحاضرة، وبيّنا فيها عند حديثنا عن اشارة من اشارات آية كريمة، بأن الكفار سيغلبون العالم الاسلامي بوساطة القطار. ففى الوقت الذى احث المسلمين الى مثل هذه البدائع الحضارية فقد جعلها بعض المدعىن العامين لمحاكم سابقة مدار اتهام لنا وكأننى اعارض هذه الاختراعات.
ثم ان احدهم قال: ان رسالة النور نابعة من نور القرآن الكريم، اى إلهام منه، وهى وارثة، تؤدى وظيفة الرسالة والشريعة. فاورد المدعى العام معنى خطأ فاضحاً ببيانه ما لا علاقة له اصلاً وكأن (رسالة النور رسول) وجعلوا ذلك مادة اتهام لي.
ولقد اثبتنا فى عشرين موضعاً فى الدفاع وبحجج قاطعة: اننا لانجعل الدين والقرآن ورسائل النور اداةً ووسيلة لكسب العالم اجمع، ولاينبغى ان تكون وسائل قطعاً. ولا نستبدل بحقيقة منها سلطنة الدنيا كلها. ونحن فى الواقع هكذا. وهناك الوف من الامارات على هذه الدعوى.
ولكن يبدو من سير الادعاء لمحكمة (آفيون) وفى قرارها المبني على تحقيقات اخرى:
اننا نبتغى الدنيا ولانسعى الاّ لحبك المؤامرات وكسب حطام الدنيا ونجعل الدين اداة لمواد خسيسة تافهة ونعمل على الحط من قيمته.. فيتهموننا على هذا الاساس.
فما دام الامر هكذا فنحن نقول بكل ما نملك :
﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾

سعيد النورسى

لايوجد صوت