فاين عدالة القوانين التى هى رمز الامة وتذكارها وتجل من تجليات الله سبحانه، واين خاطر شخص مات وانقطعت علاقته بالدولة.
ثم اننا جعلنا حرية الوجدان والعقيدة التى اتخذتها حكومة الجمهورية اساساً لها، مدار استناد لنا. ودافعنا عن حقوقنا بهذه المادة، ولكن اتخذتها المحكمة مدار مسؤولية وكأننا نعارض حرية الوجدان والعقيدة.
وفى رسالة اخرى انتقدتُ سيئات المدنية الحاضرة وبينت نواقصها، فاسند اليّ في اوراق التحقيق شئ لم يخطر ببالى قط، وهو اظهاري بمظهر من يرفض استعمال الراديو(1) وركوب القطار والطائرة . فأكون مسؤلاً عن كونى معارضاً للرقى الحضارى الحاضر.!
فقياساً على هذه النماذج، يمكن تقدير مدى بُعد المعاملة عن العدالة. نأمل الا تهتم محكمة (آفيون) لما ورد فى اوراق التحقيق من اوهام وشبهات كما لم تهتم بها محكمة (دنيزلى) العامة ومدعيها العام المنصف.
واغرب من جميع ماذكر هو: ان الطائرة والقطار والراديو التى تعتبر من نعم الله العظيمة وينبغى ان تقابل بالشكر لله، لم تقابلها البشرية بالشكر فنزلت على رؤوسهم قنابل الطائرات.
والراديو نعمة إلهية عظيمة بحيث ينبغى ان يكون الشكر المقدم لاجله في استخدامه جهازاً حافظاً للقرآن الكريم يُسمع البشرية جمعاء. ولقد قلت فى (الكلمة العشرين) ان القرآن الكريم يخبر عن خوارق
(1) لأجل تقديم الشكر لله تجاه نعمة الراديو، وهى نعمة الهية عظمى، فقد قلت: (ان ذلك يكون بتلاوة الراديو للقرآن الكريم كي يُسمع ذلك الصوت الندي الى العالم اجمع فيكون الهواء بذلك قارئاً للقرآن الكريم) - المؤلف.