تعاقبوني. وبما انني لا استطيع نيل الموت فان من الضروري لي البقاء في السجن. وانتم تعلمون جيداً ان الاتهامات الباطلة التي اسندها لي مقام الادعاء غير موجودة وغير واردة اصلاً. لذا فهي لاتكفي لايقاع العقوبة بي. ولكن وجود تقصيرات كبيرة عندي تجاه الوظيفة الحقيقية هو الذى يسبب لي عقاباً معنوياً. ولو كان الاستفسار مناسباً فانني مستعد للاجابة على استفساراتكم. اجل ان ذنبي الوحيد المتأتي من تقصيراتي الكبيرة والذي لايغتفر من حيث الحقيقة، هو اننى بسبب عدم التفاتى الى الدنيا لم اعمل ما انا مكلف به من ايفاء وظيفة جليلة الشأن في سبيل الوطن والامة وفي سبيل الدين، وان عدم استطاعتي ذلك لا يشكل عذراً بالنسبة الي، وقد توصلت الآن الى هذه القناعة في سجن (آفيون) هذا.
ان الذين يتهمون طلاب النور - الذين تنحصر علاقتهم الاخروية الخالصة برسائل النور وبمؤلفها، ويحاولون تحميلهم مسؤولية تشكيل جمعية سياسية، بعيدون كل البعد عن العدالة والحقيقة. اثبت ذلك قرار التبرئة لثلاث محاكم بثلاث جهات. فضلاً عن هذا نقول:
ان جوهر الحياة الاجتماعية الانسانية ولاسيما للامة الاسلامية واساسها هو: وجود محبة خالصة بين الاقرباء، ووجود رابطة وثيقة بين القبائل والطوائف ووجود اخوة معنوية وتعاونية نحو اخوته المؤمنين ضمن القومية الاسلامية، ووجود علاقة فداء نحو قومه وجنسه ووجود التزام قوي ورابطة قوية لاتهتز مع الحقائق القرآنية التى تنقذ حياته الابدية، ومع ناشرى هذه الحقائق، وامثالها من الروابط التي تحقق اساس الحياة الاجتماعية، وان انكارها لايؤدي الا الى قبول الخطر الأحمر الذي يتربص بنا في الشمال والذي يبذر بذور الفوضى ويحاول القضاء على الاجيال وعلى القومية ويجمّع اطفال الناس هناك ويضعهم تحت تصرفه ويحاول ازالة شعور القرابة وشعور القومية وافساد المدنية البشرية والحياة الاجتماعية افساداً تاماً، اقول انه بذلك الانكار وذلك القبول يمكن اطلاق اسم الجمعية على طلاب النور، لذا فان طلاب النور الحقيقيين يظهرون