ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 553
(459-713)

(فقرة كتبتها المحكمة في قرارها باعجاب وتقدير وكأنها تكون مادة ضدنا، والحال انها تدينهم)
يبحث سعيد النورسي في المكتوب السادس والعشرين عن نفسه ويقول:
إن في اخيكم هذا الفقير ثلاث شخصيات كل منها بعيدة عن الأخرى كل البعد، بل بعداً شاسعاً جداً.
أولاها:
شخصية مؤقتة خاصة خالصة لخدمة القرآن وحده، بكوني دلالاً لخزينة القرآن الحكيم السامية. فما تقتضيه وظيفة الدعوة الى القرآن والدلالة عليه من اخلاق رفيعة سامية ليست لي، ولا أنا أملكها. وانما هي سجايا رفيعة يقتضيها ذلك المقام الرفيع وتلك الوظيفة الجليلة. فكل ما ترونه من اخلاق وفضائل من هذا النوع فهي ليست لي، وانما هي خاصة بذلك المقام، فلا تنظروا الي من خلالها.
الشخصية الثانية:
حينما أتوجه الى بابه تعالى واتضرع اليه، ينعم علي سبحانه شخصية خاصة في أوقات العبادة بحيث أن لتلك الشخصية آثاراً ناشئة من أساس معنى العبودية، وذلك الاساس هو معرفة الانسان تقصيرَه أمام الله وادراك فقره نحوه وعجزه أمامه والالتجاء اليه بذل وخشوع، فأرى نفسي بتلك الشخصية أشقى وأعجز وأفقر وأكثر تقصيراً امام الله من أي أحد كان من الناس، فلو اجتمعت في ذلك الوقت الدنيا برمتها في مدحي والثناء عليّ لا تستطيع أن تقنعني بأنني صالح وفاضل.
ثالثتها:
هي شخصيتي الحقيقية، أي شخصيتي الممسوخة من سعيد القديم

لايوجد صوت