نفسُ محمدٍ بيده..))(1) فهذا القَسَم النبوي الجليل يبين أن اوسع دائرة من دوائر شجرة الكون، واقصى نهاية لها وأبعد فرع من فروعها هي ايضاً ضمن قدرة الواحد الأحد سبحانه وتحت ارادته جلّ وعلا، اذ لو كان افضل مخلوق واكرمهم وهو محمد y غير مالك لنفسه وغير حرّ طليق في افعاله، بل افعاله وحركاته وسكناته مقيدة بارادة غير ارادته واختياره، فلا شئ اذن في الوجود، ولاشأن ولاحال ولاكيفية مهما كانت جزئية أم كلية، خارج دائرة تلك القدرة العظيمة المحيطة بكل شئ، ولاخارج تلك الارادة الشاملة كل شئ. فهذا القَسَم النبوي البليغ ذو المغزى العميق انما يعبّر عن توحيد ربوبية جليلة في منتهى العظمة والاحاطة.
ولقد بيّنا في مجموعة ((سراج النور))(1) من رسائل النور، مائة من البراهين الباهرة، بل ألفاً منها حول اثبات هذا التوحيد، لذا نحيل تفاصيل هذه الحقيقة السامية واثباتها الى تلك المجموعة. الاّ اننا نوضح هنا في هذا ((الشعاع الثاني)) توضيحاً مختصراً تلك الحقيقة الايمانية الجليلة في ثلاثة مقامات.
ففي المقام الاول: نبين ثلاث ثمرات من الثمرات الوفيرة، لتلك الحقيقة التوحيدية التي لها ثمرات كلية في غاية اللطف واللذة والأهمية والنور. نبينها باختصار شديد، مع الاشارة الى أذواقي ومشاعري التي ساقتني الى تناول تلك الثمرات.
وفي المقام الثاني: تُوضح مقتضيات ثلاثة لهذه الحقيقة السامية، والاسباب الموجبة لها، فهي مقتضيات ثلاثة الاّ انها بقوة ثلاثة آلاف مقتضى وسبب.
(1) روى ابن ماجة عن رفاعة الجهني واحمد في مسنده (4/16): كان y اذا حلف قال:(والذي نفس محمد بيده).
(1) مجموعة من رسائل النور هي: المناجاة، المرضى، الشيوخ، مراتب الآية الحسبية ، حكمة الاستعاذة، النوافذ، دفاع الاستاذ النورسي في محكمة (دنيزلي) واشراط الساعة وغيرها من المباحث المستلة من كليات رسائل النور. - المترجم -