ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 6
(1-49)

عميق.
حتى انني كلما قلت: ((بعدد كل داء ودواء))شعرت بجلاء تام بوجود الشافي الحقيقي وبشفقته الكاملة ورأفته التامة وبرحيميته السامية الواسعة في احسانه الأدوية والعلاجات على جميع الامراض المادية والاسقام المعنوية في ارجاء الارض كافة التي اتصورها مستشفى واسعاً كبيراً.
ومثلاً: ان انزال سكينة الايمان في قلب من يعاني آلاماً معنوية رهيبة للضلالة اذا مانُظر اليه بنظر التوحيد، يجعل ذلك الشخص الفرد العاجز الفاني عبداً مخاطباً لمعبوده العظيم، سلطان الكون ورب العالمين، ويمنح له بذلك الايمان سعادة أبدية وملكاً خالداً جميلاً في منتهى السعة والجمال وداراً باقية خالدة، بل يجعل جميع المؤمنين - كل حسب درجته - ينالون من ذلك اللطف العميم والكرم الدائم.. وهكذا يشاهد في وجه هذا الاحسان الاعظم بل يطالَع في سيماه جمال الكريم المطلق والمحسن المطلق، ذلك الجمال الازلي الابدي الذي لايدنو منه الزوال والفناء، بل تجعل لمعةٌ من لمعاته الباهرة المؤمنين كافة في ولاءٍ لله وفي طاعة لأوامره، بل تجعل قسماً منهم منجذبين اليه عُشاقاً مولّهين. بينما ان لم ينظر الى هذا الاحسان، احسان الهداية لذلك الشخص بنظر التوحيد، فان ذلك الايمان الجزئي لذلك الفرد يحال الى الانسان نفسه - كما يدّعيه المعتزلة المتعسفون - او الى بعض الاسباب، فتنقلب تلك الجوهرة الرحمانية الغالية - التي لاتثمن قيمتها الاّ بالجنة الخالدة - الى قطعة زجاج خسيسة تافهة بعد ان كانت تؤدي وظيفة مرآة تعكس لمعة جمال مقدس.
وهكذا قياساً على هذه الامثلة الثلاثة.. فان الالوف من انواع الجمال الإلهي ومئات الالوف من اضراب الكمال الرباني، تظهر، وتُفهم، ويثبُت تحققها من زاوية نظر التوحيد، وذلك بتمركز تلك الأنماط من الجمال الإلهي والكمال الرباني في تلك الاحوال الجزئية لأصغر الجزئيات التي هي في منتهى أقاصي دائرة الكثرة من

لايوجد صوت