ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 4
(1-49)

وفي المقام الثالث: يُذكر ثلاث علامات لتلك الحقيقة التوحيدية الباهرة، فهي علامات ثلاث الاّ انها بقوة ثلاثمائة علامة وأمارة ودليل.

* * *


المقام الاول
الثمرة الاولى
ان الجمال الإلهي والكمال الرباني يظهران في التوحيد وفي الوحدانية، ولولا التوحيد لظل ذلك الكنز الأزلي مخفياً.
نعم، ان الجمال الإلهي وكماله الذي لايحد، والحسن الرباني ومحاسنه التي لانهاية لها، والبهاء الرحماني وآلاءه التي لاتعد ولاتحصى، والكمال الصمداني وجماله الذي لامنتهى له، لايشاهد الاّ في مرآة التوحيد؛ بوساطة التوحيد ونور تجليات الاسماء الإلهية المتمركزة في ملامح الجزئيات الموجودة في اقصى نهايات شجرة الكائنات.
فمثلاً: ان إرسال اللبن الخالص السائغ الى رضيع صغير لايملك حولاً ولاقوة، ومن حيث لايحتسب، من بين فرث ودم، فعلٌ جزئي. هذا الفعل الجزئي ما ان يُنظر اليه بنظر التوحيد حتى يظهر الجمال السرمدي لرحمة الرحمن بأبهى كماله وبأجلى سطوعه في إعاشة جميع الصغار في العالم إعاشة خارقة، وفي احاطتهم بمنتهى الشفقة والحنان، بتسخير والداتهم لهم . ولكن هذا الفعل، فعل ارسال اللبن ان لم ينظر اليه بنظر التوحيد، لاختفى ذلك الجمال الباهر كلياً ولما ظهر

لايوجد صوت