ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 8
(1-49)

آن خيالاتي كه دام اولياست عكس مهرويان بوستان خداست(2).
بينما إن لم يُنظر الى ذلك الجمال بنظر التوحيد، اي لولا سر التوحيد، لظلت تلك الثمرة الجزئية سائبة، وحيدة فريدة معزولة عن مثيلاتها، فلايظهر ذلك الجمال المقدس ولايبين ذلك الكمال الرفيع، بل تنكسف حتى تلك اللمعة الجزئية المتلمعة منها، وتضيع وتنتكس منقلبة على عقبيها من نفاسة الالماس الثمين الى خساسة قطع الزجاج المتكسر.
وكذا يظهر بسر التوحيد في ذوي الحياة تلك الثمار المتدلية من شجرة الخلقة، شخصية إلهية، وأحدية ربانية، وسيماء معنوي رحماني - باعتبار الصفات السبعة - وتمركزٌ أسمائي، وجلوة تعيّنٍ وتشخصٍ لمن هو المخاطب بـ﴿اياك نعبد واياك نستعين﴾ . وبخلافه - اي دون سر التوحيد - فان جلوة تلك الشخصية والأحدية والسيماء والتعيّن تتوسع وتتوسع منبسطة حتى تتسع سعة الكون برمته فتتلاشى وتختفي، ولاتظهر الاّ للقلوب البصيرة والبصائر الواسعة جداً والمحيطة جداً؛ لأن عظمة الكبرياء تسدل ستاراً دونه فلا يراه قلبُ كل فرد.
وكذا يُفهم بوضوح تام بسر التوحيد في تلك الأحياء الجزئية؛ أن صانعها يراها ويعلم بحالها ويسمع نداءها ويصوّرها كيف يشاء. فيظهر لبصيرة الايمان وراء مصنوعية الكائن الحي، تشخصٌ معنوي وتعينٌ معنوي لمقتدر مختار سميع عليم بصير. وبخاصة وراء مخلوقية الانسان - من بين ذوي الحياة - يُشاهد بالايمان وبسر التوحيد وبوضوح تام ذلك التشخص المعنوي والتعين السامي. لان

(2) بيت شعر بالفارسية يعني: ان الخيالات التي هي شباك الاولياء انما هي مرآة عاكسة تعكس الوجوه النيرة في حديقة الله.- المترجم

لايوجد صوت