ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 11
(1-49)

القبر.
وكذا البعوض يستطيع باراءة شرف انتسابه، ازالة فخر نمرود الذي انقلب في سكراته الى خجل وعذاب.
وهكذا تعلّمنا الآية الكريمة ﴿ان الشرك لظلم عظيم﴾(لقمان:13) ان الشرك يحمل ظلماً فاضحاً، لانه جريمة عظيمة نكراء لتعديه على حقوق كل مخلوق واهانته لشرفه وكرامته. ولايطهّر هذه الجريمة، جريمة الشرك الاّ نار جهنم.

ثمرة التوحيد الثانية
هذه الثمرة تتوجه الى ذات الكون وماهيته، كما كانت الثمرة الاولى متوجهة الى الذات المقدسة لرب العالمين جلّ وعلا.
نعم، انه بسر التوحيد تتحقق مزايا الكون وكمالاته، وتُدرك الوظائف الراقية للموجودات، وتتقرر نتيجة خلق المخلوقات، وتُعرف اهمية المصنوعات. وتبرز ما في هذا العالم من مقاصد إلهية، وتظهر حكمة خلق ذوي الحياة وسر وجود ذوي المشاعر، وتبدو الوجوه المليحة البشوشة للرحمة والحكمة وراء السيماء الغاضبة الكالحة لهذه الحوادث القاهرة المدمّرة ضمن التحولات المثيرة للدهشة، وتُعرف ان الموجودات التي تغيب وراء الزوال والفناء وترحل من هذا العالم، عالم الشهادة تدع انواعاً كثيرة من الوجود بدلاً عنها، امثال نتائجها وهوياتها وماهياتها وارواحها وتسبيحاتها ثم ترحل من هذا العالم.
وبسر التوحيد يُفهم: ان الكون برمته كتاب صمداني ينطوي على معاني عميقة غزيرة، وان الموجودات بأسرها مجموعة مكاتيب سبحانية في منتهى الاعجاز، وان المخلوقات بجميع طوائفها جنود ربانية في غاية الانتظام والهيبة، وان المصنوعات بجميع قبائلها ابتداء من الميكروب والنمل الى الكركدن والنسر والى الكواكب السيارة، موظفات دؤوبات مأمورات جادات تأتمر بأمر السلطان الازلي.

لايوجد صوت