ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 13
(1-49)

بعبودية اسرافيل عليه السلام.
وكذا الكون بسر التوحيد، بمثابة مزرعة تهيئ محاصيل وفيرة جداً لعالم الآخرة ومنازلها.. وهو بمثابة مصنع عظيم يهيئ لوازم لطبقات دار السعادة من اعمال بشرية غنية بمحاصيلها.. وهو بمثابة جهاز تصوير سينمائي دائب عظيم يضم مئات الالوف من اجهزة الالتقاط لالتقاط صور من الدنيا وعرضها مناظر سرمدية لأهل عالم البقاء ولأهل الشهود في الجنة.
فبينما الكون بسر التوحيد على هذه الهيئة العجيبة كملَك مطيع جسماني مالك للحياة، يحوّله الشرك الى اشتات واهية جامدة، لاروح لها ولاحياة، ولابقاء لها ولاوظيفة، هالكة لامعنى لها، تتدحرج في خضم ظلمات العدم واهوال الاحداث التافهة والانقلابات. فالشرك يجعل هذا المصنع العظيم الذي يدر النفع الكثير، شيئاً لافائدة له ولايكسب منه شئ، معطلاً عن كل عمل، مختلطاً ومتشابكاً تلعب به المصادفات العشوائية والطبيعة الصماء والقوى العمياء، ومأتماً حزيناً لذوي الشعوركافة، ومذبحة ومسلخة أليمة لذوي الحياة كافة.
وهكذا كم يكون الشرك إذن مبعث جرائم كبرى وجنايات عظمى! ألا يستحق عذاباً ابدياً في جهنم مع انه سيئة واحدة؟ وصدق الله العظيم: ﴿ان الشرك لظلم عظيم﴾.
وعلى كل حال، ففي مجموعة ((سراج النور)) ايضاحات اكثر لهذه الثمرة الثانية مع حججها المكررة. لذا اختصرنا هذه الحقيقة الطويلة.
والذي ساقني الى هذه الثمرة الثانية واوصلني اليها شعور عجيب وذوق غريب، وهو على النحو الآتي:
عندما كنت أتأمل في يوم من ايام الربيع شاهدت ان الموجودات التي تملأ سطح الارض وتسيل قافلة إثر قافلة مظهرة مئات الالوف من نماذج الحشر والنشور.. هذه الموجودات ولاسيما المخلوقات

لايوجد صوت