ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 15
(1-49)

الزفرات. حتى دفعني الى القول بـ: الحمد لله على نور الايمان حيث رأيت بسر التوحيد:
ان كل مخلوق ولاسيما كل كائن حي له نتائج كثيرة جداً ومنافع شتى.
فمثلاً: ان كل ذي حياة - وليكن هذه الزهرة الزاهية، وهذه الحشرة الحلوياتي - هو قصيدة صغيرة إلهية تحمل من المعاني العميقة والغزيرة بحيث يطالعها مالايحد من ذوي الشعور بمتعة كاملة.. وهو معجزة ثمينة قيّمة للقدرة الإلهية.. وهو لوحة تعلن عن حكمته تعالى حيث تعرض إتقان الصانع الجليل في منتهى الجاذبية امام انظار من لا يحدّ من اهل التقدير والاستحسان
وكذا فان اجلّ نتيجة لخلق الكائن الحي هو الحظوة بالظهور امام نظر الفاطر الجليل الذي يريد ان يرى بذاته جمال صنعته وجمال فطرته وجمال تجليات اسمائه في المرايا الصغيرة. زد على ذلك فان وظيفة سامية لفطرة الكائن الحي هي اداؤه بخمسة وجوه (كما ذكر في المكتوب الرابع والعشرين) مهمة اظهار الربوبية المطلقة والكمال الإلهي الذي يقتضي هذه الفعالية المطلقة في الكون.
ولكني رأيت ان الكائن الحي على الرغم مما له من مثل هذه الفوائد والنتائج فانه يدع روحه في موضعه - ان كان ذا روح - ويترك صورته وهويته في الاذهان وسائر الالواح المحفوظة، ويضع قوانين ماهيته ونوعاً من حياته المستقبلية في بذوره وبويضاته، ويودع مزايا الكمال والجمال التي عكسها كالمرآة، يودعها في عالم الغيب ودائرة الاسماء. وبعد كل هذا يدخل تحت ستار الزوال فرحاً جذلاً بموت ظاهري - يعني التسريح من الوظائف - ويستتر عن الانظار الدنيوية وحدها!.
نعم، هكذا رأيت ماهية الكائن الحي فقلت من الاعماق... ((الحمد لله..)).

لايوجد صوت